ماهى الظروف التى ادت لخروج رواية "اللجنة" للنور كمسرحية ؟ ومتى سيبدأ عرضها ؟
كتبت "اللجنة"عام 1980 وهى تناقش دور سيطرة الشركات الاجنبية على حياتنا وتحكمها فى مصائرنا , وعندما قرأها المخرج المسرحى المعروف "مراد منير" تحمس لها وبدانا باعدادها مسرحيا , وعلى مدى 18 عاما فشلنا فى تنفيذها لظروف مختلفة لدرجة اننى يئست من تنفيذها , حتى نجح فى اعدادها بشكل جديد وافقت عليه الرقابة , اما عن ميعاد العرض فقد انتهينا تقريبا من البروفات وتبقى فقط بعض التجهيزات الخاصة بالديكور وخشبة المسرح , وسيدأ العرض بعد عيد الفطر .
- - لماذا قبلت التعاون مع الحكومة ممثلة فى وزارة الثقافة رغم مواقفك المعارضة المعروفه واشهرها رفضك قبول جائزة مؤتمر الرواية
العربية؟
علاقتى بالمسرحية تنحصر فى اننى صاحب النص الاصلى للرواية , مراد منير هو من اعدها مسرحيا وهى مسئوليتة , وهو ايضا من اتفق مع هيئة المسرح على عرضها فى مسرح السلام .
- هل تعتبر "اللجنة" بداية تعاملك مع المسرح ؟
o ليس لدى خطط مستقبلية بالنسبة للمسرح , لان تخصصى ليس فى الكتابة المسرحية ولا انوى خوض تجربة الكتابة للمسرح مستقبلا , فانا فقط كاتب رواية ولا استطيع ان اتخصص فى اكثر من شكل ادبى مثل القصة القصيرة او كتابة المقالات .
- ما تقييمك للحركة المسرحية فى مصر الآن ؟
o بما ان الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية منهارة فهذا ينعكس بالضرورة على الفنون عموما كالمسرح والغناء والسينما وهو ما نراه الان ممثلا فى الاتجاه للاضحاك فقط , وقد مل المتفرجون المسرح الخاص حتى انخفض الانتاج بشكل ملحوظ , واتمنى ان تكون هذه المسرحية ذات دور فى زيادة نشاط المسرح من جديد , اما عن محاولات الشباب فمعظمها ناضج ومستواها الفنى جيد , ولكنها لا تصل للمتفرجين , وهذه النقطة هى التى نركز عليها فى "اللجنة" , ان تخرج المسرحية بشكل مبهج ولكن قائم على الوعى وتقدم الجديد الذى ننتظره .
- كيف تصنف الرواية ؟
اعتقد انها تندرج تحت بند الكوميديا السوداء , وهى انعكاس لما نراه فى الواقع .
- كتبت الرواية فى عام 1980 , فهل تصلح ل 2007 ؟
o هذا شعور كل العاملين فى المسرحية , فهم يقولون انهم يشعرون بانهم داخل رواية حديثة , فقد اتضح دور الشركات العالمية فى تحريك مصائر البلدان والشعوب من شركات مياه غازية الى بترول , وهذا التحكم يصل الى درجة التأثير فى السياسة .
- هل طاقم العمل على وعى كافى باهمية الرواية التى يقومون بتمثيلها ؟
طبعا , كل العناصر واعية وملتزمة ومدركة اهمية النص , وهنا لابد ان اشير الى حماس نور الشريف للمسرحية , فقد اعطانا جميعا درس فى الالتزام بالعمل والجدية والتواضع , ويقوم نور بدور البطل ويعطيه حيوية شديدة مطلوبة لتلك الشخصية .
- كيف تستعد لكتابة رواية ؟ وما الحالة التى افرزت "اللجنة" ؟
استعد جيدا لاى عمل اقوم به , وذلك بالقراءة فى كل ما يخص الموضوع ومقابلة الاشخاص ذوى العلاقة به , فمثلا رواية فى "شرف" قرأت عن شركات الادوية وعالم السجون , وفى رواية "وردة" قمت بزيارة المنطقة التى دارت فيها الاحداث وزرت صديق فرنسى يملك ارشيف كامل نادر جدا عن كتابات هيئة تحرير ظفار , هناك ايضا العنصر الوجدانى , وهو احساس ما يجعلك تميل الى هذا الموضوع , ثم تقرأ كل ما كتب حوله , والمدخل الوجدانى هو الذى يفرض نفسه على مشاعرى ونفسيتى , واحيانا تفرض تجاربى الشخصية نفسها على الرواية وهذا يجعلنى متحمس ومغرم ومتأثر بشكل شخصى , كما حدث فى رواية "تلصص" التى بها جزء شخصى عن طفولتى .
اما بالنسبة ل"اللجنة" , فاتذكر انه فى عام 1979 كنت احاول كتابة شىء يعبر عن الواقع الذى نعيش فيه , فى ذلك الوقت زار رئيس الوزراء الاسرائيلى "بيجين" مصر , وقال عن الاهرامات "هذا البناء بناه اجدادى" , الغريب فى الامر ليس تصريحه , ولكن رد فعل المثقفين وقتها , فلم يعلق احد الكتاب او الصحفيين على هذه المقولة , ووجدت اننى اتذكر فى نفس اللحظة تجربة دخولى معهد السينما بموسكو , فكانت هناك لجنة مكونة من رؤساء اقسام المعهد بالكامل , وكانوا 15 رئيس قسم , وكانت اسئلتهم من نوعية كم عامود فى مدخل مسرح البولشوى ! ولم يكن الغرض من الاسئلة الاجابة قدر معرفة كيفية الخروج من المأزق , فكانت محنة بالنسبة لى , فقد شعرت بالعجز لطلبهم مثلا تمثيل احد المشاهد وانا لا اجيد التمثيل , واحسست بالفشل والاحباط , ثم بعد 7 سنوات من تلك اللجنة وجدت اوراق دونت فيها تلك التجربة وشعرت انها مدخل جيد للرواية , وتذكرت اللجان العديدة التى مررت بها فى حياتى واهمها لجنة التعذيب وقت دخولى السجن والتى كانت مكونة من لواءات من جميع التخصصات ومن ضمنهم اللواء اسماعيل همت , وبدأت "اللجنة" كقصة قصيرة , ثم بحثت عن شركة كوكاكولا كشركة عابرة للقارات ووجدت انها لها تاريخ ساخر بما يكفى , فمثلا يقال : نحن نفخر باننا اخترعنا العلب الصفيح ( الكانز) لتوصيل المشروب الى الجيش الامريكى بكوريا ! فبنيت الرواية على هذا النموذج وكيفية عمله حيث يختار من كل بلد رجل اعمال ياخذ حق التعبئة مع الاسم واحتفاظه بحق سر تصنيعها , وتطور الامر لفكرة فقدان الهوية , فكلمة كوكاكولا اصبحت من اسماء الرموز فى العالم , ويوردون هنا مثالا اخر عن مواطن يابانى زار مطعم مكسيم فى باريس وفوجىء بهم يقدمون الكوكاكولا , فاعلن عن فرحته لان باريس تقدم مشروب بلده الوطنى على حسب علمه ! ومع الانتصار ( المؤقت ) للراسمالية العالمية زاد تحركها على كل الاصعدة من نوعية المنتجات الاستهلاكية والاغانى والسينما , فتم بناء الرواية على الكوميديا الساخرة والمفارقات بين مفهومهم عن الحياة ومفهومنا عنها , الرواية تنتهى نهاية غريبة تعكس وضع المثقف فى بلادنا وماّساته النابعة من فرديته لانه يتحرك وحده , فيمكن ان يتفهم ما يحدث حوله ولكن توجد مسافة بين الفهم والتعبير والفعل .
- ما الموقف الذى يمكن ان يكون مدخل لرواية جديدة تعكس الوضع الحالى ؟
العدوان الامريكى على العراق وفشله والدور المتعاون الذى تقدمه الانظمة العربية لاسرائيل والامبريالية الامريكية , او الفساد الداخلى واّفاق النخبة الحاكمة التى لا تتعدى كونها الاستمرار فى الحكم بغض النظر عن اى شىء اّخر , او معاناة الفلسطينيين على حدود رفح , كذلك مقالات رؤساء تحرير الصحف القومية او زيارات الرئيس حسنى مبارك الى فرنسا التى يعلم الجميع انها رحلات علاجية ولكنهم يصورونها لنا على انها دور قيادى لمصر فى المنطقة واتفاقيات تعاون ... الخ , واهم فكرة تدور فى ذهنى حاليا هى فكرة لعبة تصريحات الحكومة , فهى تدرك تماما ان الشعب لا يصدقها ومع ذلك تستمر فى اللعبة لعلمها ان الشعب يتظاهر انه يصدقها , وكلاهما يدرك نواحى اللعبة وكلاهما مستمر فيها .
- اذا نجحت "اللجنة" جماهيريا , هل يغريك ذلك النجاح بخوض التجربة مجددا على المسرح ؟
لا اعتقد , انا لا املك ادوات الكتابة المسرحية ولا استطيع الكتابة بالطلب , ولكن قد يحدث اذا توافرت نفس ظروف "اللجنة" .
كتبت "اللجنة"عام 1980 وهى تناقش دور سيطرة الشركات الاجنبية على حياتنا وتحكمها فى مصائرنا , وعندما قرأها المخرج المسرحى المعروف "مراد منير" تحمس لها وبدانا باعدادها مسرحيا , وعلى مدى 18 عاما فشلنا فى تنفيذها لظروف مختلفة لدرجة اننى يئست من تنفيذها , حتى نجح فى اعدادها بشكل جديد وافقت عليه الرقابة , اما عن ميعاد العرض فقد انتهينا تقريبا من البروفات وتبقى فقط بعض التجهيزات الخاصة بالديكور وخشبة المسرح , وسيدأ العرض بعد عيد الفطر .
- - لماذا قبلت التعاون مع الحكومة ممثلة فى وزارة الثقافة رغم مواقفك المعارضة المعروفه واشهرها رفضك قبول جائزة مؤتمر الرواية
العربية؟
علاقتى بالمسرحية تنحصر فى اننى صاحب النص الاصلى للرواية , مراد منير هو من اعدها مسرحيا وهى مسئوليتة , وهو ايضا من اتفق مع هيئة المسرح على عرضها فى مسرح السلام .
- هل تعتبر "اللجنة" بداية تعاملك مع المسرح ؟
o ليس لدى خطط مستقبلية بالنسبة للمسرح , لان تخصصى ليس فى الكتابة المسرحية ولا انوى خوض تجربة الكتابة للمسرح مستقبلا , فانا فقط كاتب رواية ولا استطيع ان اتخصص فى اكثر من شكل ادبى مثل القصة القصيرة او كتابة المقالات .
- ما تقييمك للحركة المسرحية فى مصر الآن ؟
o بما ان الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية منهارة فهذا ينعكس بالضرورة على الفنون عموما كالمسرح والغناء والسينما وهو ما نراه الان ممثلا فى الاتجاه للاضحاك فقط , وقد مل المتفرجون المسرح الخاص حتى انخفض الانتاج بشكل ملحوظ , واتمنى ان تكون هذه المسرحية ذات دور فى زيادة نشاط المسرح من جديد , اما عن محاولات الشباب فمعظمها ناضج ومستواها الفنى جيد , ولكنها لا تصل للمتفرجين , وهذه النقطة هى التى نركز عليها فى "اللجنة" , ان تخرج المسرحية بشكل مبهج ولكن قائم على الوعى وتقدم الجديد الذى ننتظره .
- كيف تصنف الرواية ؟
اعتقد انها تندرج تحت بند الكوميديا السوداء , وهى انعكاس لما نراه فى الواقع .
- كتبت الرواية فى عام 1980 , فهل تصلح ل 2007 ؟
o هذا شعور كل العاملين فى المسرحية , فهم يقولون انهم يشعرون بانهم داخل رواية حديثة , فقد اتضح دور الشركات العالمية فى تحريك مصائر البلدان والشعوب من شركات مياه غازية الى بترول , وهذا التحكم يصل الى درجة التأثير فى السياسة .
- هل طاقم العمل على وعى كافى باهمية الرواية التى يقومون بتمثيلها ؟
طبعا , كل العناصر واعية وملتزمة ومدركة اهمية النص , وهنا لابد ان اشير الى حماس نور الشريف للمسرحية , فقد اعطانا جميعا درس فى الالتزام بالعمل والجدية والتواضع , ويقوم نور بدور البطل ويعطيه حيوية شديدة مطلوبة لتلك الشخصية .
- كيف تستعد لكتابة رواية ؟ وما الحالة التى افرزت "اللجنة" ؟
استعد جيدا لاى عمل اقوم به , وذلك بالقراءة فى كل ما يخص الموضوع ومقابلة الاشخاص ذوى العلاقة به , فمثلا رواية فى "شرف" قرأت عن شركات الادوية وعالم السجون , وفى رواية "وردة" قمت بزيارة المنطقة التى دارت فيها الاحداث وزرت صديق فرنسى يملك ارشيف كامل نادر جدا عن كتابات هيئة تحرير ظفار , هناك ايضا العنصر الوجدانى , وهو احساس ما يجعلك تميل الى هذا الموضوع , ثم تقرأ كل ما كتب حوله , والمدخل الوجدانى هو الذى يفرض نفسه على مشاعرى ونفسيتى , واحيانا تفرض تجاربى الشخصية نفسها على الرواية وهذا يجعلنى متحمس ومغرم ومتأثر بشكل شخصى , كما حدث فى رواية "تلصص" التى بها جزء شخصى عن طفولتى .
اما بالنسبة ل"اللجنة" , فاتذكر انه فى عام 1979 كنت احاول كتابة شىء يعبر عن الواقع الذى نعيش فيه , فى ذلك الوقت زار رئيس الوزراء الاسرائيلى "بيجين" مصر , وقال عن الاهرامات "هذا البناء بناه اجدادى" , الغريب فى الامر ليس تصريحه , ولكن رد فعل المثقفين وقتها , فلم يعلق احد الكتاب او الصحفيين على هذه المقولة , ووجدت اننى اتذكر فى نفس اللحظة تجربة دخولى معهد السينما بموسكو , فكانت هناك لجنة مكونة من رؤساء اقسام المعهد بالكامل , وكانوا 15 رئيس قسم , وكانت اسئلتهم من نوعية كم عامود فى مدخل مسرح البولشوى ! ولم يكن الغرض من الاسئلة الاجابة قدر معرفة كيفية الخروج من المأزق , فكانت محنة بالنسبة لى , فقد شعرت بالعجز لطلبهم مثلا تمثيل احد المشاهد وانا لا اجيد التمثيل , واحسست بالفشل والاحباط , ثم بعد 7 سنوات من تلك اللجنة وجدت اوراق دونت فيها تلك التجربة وشعرت انها مدخل جيد للرواية , وتذكرت اللجان العديدة التى مررت بها فى حياتى واهمها لجنة التعذيب وقت دخولى السجن والتى كانت مكونة من لواءات من جميع التخصصات ومن ضمنهم اللواء اسماعيل همت , وبدأت "اللجنة" كقصة قصيرة , ثم بحثت عن شركة كوكاكولا كشركة عابرة للقارات ووجدت انها لها تاريخ ساخر بما يكفى , فمثلا يقال : نحن نفخر باننا اخترعنا العلب الصفيح ( الكانز) لتوصيل المشروب الى الجيش الامريكى بكوريا ! فبنيت الرواية على هذا النموذج وكيفية عمله حيث يختار من كل بلد رجل اعمال ياخذ حق التعبئة مع الاسم واحتفاظه بحق سر تصنيعها , وتطور الامر لفكرة فقدان الهوية , فكلمة كوكاكولا اصبحت من اسماء الرموز فى العالم , ويوردون هنا مثالا اخر عن مواطن يابانى زار مطعم مكسيم فى باريس وفوجىء بهم يقدمون الكوكاكولا , فاعلن عن فرحته لان باريس تقدم مشروب بلده الوطنى على حسب علمه ! ومع الانتصار ( المؤقت ) للراسمالية العالمية زاد تحركها على كل الاصعدة من نوعية المنتجات الاستهلاكية والاغانى والسينما , فتم بناء الرواية على الكوميديا الساخرة والمفارقات بين مفهومهم عن الحياة ومفهومنا عنها , الرواية تنتهى نهاية غريبة تعكس وضع المثقف فى بلادنا وماّساته النابعة من فرديته لانه يتحرك وحده , فيمكن ان يتفهم ما يحدث حوله ولكن توجد مسافة بين الفهم والتعبير والفعل .
- ما الموقف الذى يمكن ان يكون مدخل لرواية جديدة تعكس الوضع الحالى ؟
العدوان الامريكى على العراق وفشله والدور المتعاون الذى تقدمه الانظمة العربية لاسرائيل والامبريالية الامريكية , او الفساد الداخلى واّفاق النخبة الحاكمة التى لا تتعدى كونها الاستمرار فى الحكم بغض النظر عن اى شىء اّخر , او معاناة الفلسطينيين على حدود رفح , كذلك مقالات رؤساء تحرير الصحف القومية او زيارات الرئيس حسنى مبارك الى فرنسا التى يعلم الجميع انها رحلات علاجية ولكنهم يصورونها لنا على انها دور قيادى لمصر فى المنطقة واتفاقيات تعاون ... الخ , واهم فكرة تدور فى ذهنى حاليا هى فكرة لعبة تصريحات الحكومة , فهى تدرك تماما ان الشعب لا يصدقها ومع ذلك تستمر فى اللعبة لعلمها ان الشعب يتظاهر انه يصدقها , وكلاهما يدرك نواحى اللعبة وكلاهما مستمر فيها .
- اذا نجحت "اللجنة" جماهيريا , هل يغريك ذلك النجاح بخوض التجربة مجددا على المسرح ؟
لا اعتقد , انا لا املك ادوات الكتابة المسرحية ولا استطيع الكتابة بالطلب , ولكن قد يحدث اذا توافرت نفس ظروف "اللجنة" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق