الأربعاء، ٣٠ نوفمبر ٢٠١١

التحالف الذي سينهي الثورات العربية

قامت الثورات العربية بعد عقود طويلة من القهر والظلم والديكتاتورية والإستبداد, قامت لتحقيق مطالب أساسية يمكن إختصارها في حرية كرامة عدالة إجتماعية, ولكن يخطأ من يظن أن تلك الثورات قامت فقط ضد أنظمة الحكم الإستبدادية التي ظلت سنوات طوال تستنزف ثروات الشعوب وتستعبدها بالتعاون مع القوتين العظميتين في البداية ثم مع الولايات المتحدة عندما إنفردت بحكم العالم, الثورات العربية الآن وتحديداً الثورة المصرية تحارب وبشراسة نظام عالمي كامل قائم على تحييد الدول العربية سياسيا وإقتصاديا ومنعها من تحقيق ديموقراطية كامله فيها تساعدها على النهوض من سبات عميق قد يهدد مصالحها في المنطقة, ومع نجاح الثورة المصرية بسقوط الرئيس مبارك وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحه الحكم بصورة مؤقته خُيل للكثيرين أن زمن الديكتاتورية إنتهى, ولكن للأسف, بعد مرور شهور على خلع مبارك من الحكم تبين أن اللعبه أكبر بكثير من مبارك وعصابته فقط....

الآن نرى بوضوح مخطط يتم تنفيذه بدأب وصبر وإصرار بالتعاون بين الأنظمه العربية التي قامت بها الثورات والولايات المتحدة الأمريكية لإحتواء مفاجأة الموجة الثورية والتعامل معها بما يضمن الخروج بأقل الخسائر وإستمرار الوضع كما هو عليه بعد تغييرات طفيفة لا تؤثر على المصالح المشتركة بين جذور تلك الأنظمه وأمريكا, وسأستعرض في نقاط سريعة رؤية عامه لما يدور وتحليل سياسي بالتوازي يوضح ما تم تخطيطه ويتم تنفيذه الآن:

1- كان أمام أمريكا طريقين لا ثالث لهما لإخماد فتيل الثورات العربية التي إنتشرت كالنار في الهشيم من تونس لمصر لليبيا لليمن لسوريا للبحرين, وكانت تنذر بمزيد من الإمتداد للجزائر والمغرب والسعودية والأردن وحتى إيران, كان أمام الولايات المتحده إما تقوية الأنظمه المستبدة والوقوف بجانبها حتى تقضي تماما على الحركات الثورية بكافة الأشكال وحسب ظروف كل دوله, وإما أن تنتظر للنهاية حتى ترى مسار الأحداث ثم تتعامل مع الوضع الجديد بما يخدم مصالحها, الخيار الأول لم يكن ذكيا ولا إستراتيجيا لأنه قد يجر المنطقة لبحور دم بلا نهاية وكان الغضب وقتها سينفجر في الولايات المتحدة لأنها ستعتبر شريكة بشكل أساسي في المذابح وسيزيد من ترسيخ فكرة أنها تدعم الديكتاتوريات وتقف حجر عثرة في طريق الحريات والديموقراطية, أما الخيار الثاني فكان أكثر مرونة وخبث وذكاء على المدى القريب والبعيد أيضاً, إختارت أمريكا الخيار الثاني ووجدت من يعاونها على تنفيذه ايضاً لأن المصالح مشتبكه بما فيه الكفاية لتعدد أطراف الصراع ووحدة الهدف الذي هو القضاء تماما على الثورات التي قد تهدد العرش الأمريكي بدون أدنى مبالغه.

2- لتنفيذ الخيار الثاني لابد أن نلقي نظرة سريعه على تركيا وتجربتها مع وصول حكومة ذات طابع إسلامي لحكم دولة معروفه بتوجهاتها العلمانية الصِرفه, تركيا هي النموذج المنشود تنفيذه في الدول العربية التي إقتلعت أنظمتها الديكتاورية وتستعد لبناء أنظمه جديدة من المفترض أن تستمر لفترة ليست بالقصيرة, تركيا دولة محورية وإستراتيجية في منطقتها ولها دور سياسي بارز لا يمكن إنكاره, لذا تهتم أمريكا دوما بضمان حياديتها ووسطيتها السياسية وتعاونها الدائم خدمة لإسرائيل أيضاً, فماذا فعلت أمريكا عندما حصل حزب أردوغان الإسلامي على الأغلبية التي مكنته من تشكيل حكومة وبدء نظام جديد في تركيا ذا طابع إسلامي لأول مره منذ سقوط الخلافة الإسلامية؟ سارعت أمريكا بعقد الإتفاقيات والصفقات وترتيب البيت التركي من جديد ليتناسب مع المصالح الأمريكية الإسرائيلية في المنطقه, مساعدات إقتصادية وإنفتاح على العالم ووساطه للقبول بالإتحاد الأوروبي, ومن جهة أردوغان فقد ساعد أمريكا في حرب العراق بالموافقة الضمنية والقواعد العسكرية وتغاضى كثيراً عن الجرائم الإسرائيلية وحاصر نوعا ما حزب الله في لبنان, على الجانب الآخر لم يتطرف الحزب الإسلامي في تدينه وحافظ على الطابع العلماني للدولة ولم يسمح بنشوء أي حركات إسلامية متطرفه قد تعادي أمريكا مستقبلاً, وكانت كلمة السر لإستمراره ونجاحه دوماً الإقتصاد مع قليل من الحنكة السياسية, وهنا وصلت أمريكا لمعادلة مفادها أنك إذا دعمت نظاماً إسلامياً بالإقتصاد والمصالح السياسية المشتركة الضامنه لإستمراره سيدعمك هو الآخر بتحجيم الحركات الإسلامية المتطرفه وتغييب الشعوب بالمشروع الإسلامي والتغاضي عن إستنزاف ثروات الدولة مقابل تبادل المنافع.

3- والآن نأتي للجزء الأكثر أهمية, ربط الأحداث بين الثورات العربية والتجربة التركية وكيفية إخماد الثورات بهدوء وحنكه, ولنلقي نظرة سريعه على المنطقه كي تتضح الصورة, تونس فاز فيها حزب إسلامي بالأغلبية في الجمعية التي ستشكل الدستور, المغرب فاز فيها حزب إسلامي بالأغلبية البرلمانية وبدأ بتشكيل حكومة إسلامية الطابع لأول مره, ليبيا يسيطر عليها الإسلاميون المعتدلون حتى الآن, ولنأتي للجائزة الكبرى, مصر, تدور في مصر الآن الإنتخابات البرلمانية التي تشي نتائجها الأولية بفوز التيار الإسلامي بالأغلبية, وهي ليست بالمفاجأة نظراً للتعاون الواضح والوثيق بين المجلس العسكري الحاكم والتيارات الإسلامية منذ سقوط مبارك, وظهر هذا التعاون في أبهى صوره من خلال التغاضي الكامل عن المخالفات الجسيمة التي إرتكبتها الأحزاب الإسلامية خلال أيام التصويت, ولكن لماذا يدعم المجلس العسكري تلك الأحزاب حتى تحوذ الأغلبية البرلمانية؟ ولماذا ساعدها من البداية على النشوء والظهور وكسب المعارك تلو الأخرى لترسيخ وجودها في الشارع المصري؟

4- تجربة الحكومة الإسلامية في تركيا كانت كلمة السر في تعامل الولايات المتحدة مع الثورات العربية خصوصا الثورة المصرية وذلك لتميز التيارات الإسلامية بعدة خصائص أهمها أنها يمينية الطابع ورأسمالية الإقتصاد ومحافظه وتستخدم الدين في تغييب الشعوب وتستخدم السياسة في تحقيق مصالحها بأكثر الطرق إنتهازية وبراجماتية, كل تلك الخصائص جعلتها قابلة لتولي الحكم (جزئياً) في مصر والبلاد العربية الأخرى حتى تأخذ الشرعية الكافية التي تمكنها من نقل البلاد من الحاله الثورية للحاله الديموقراطية الشكلية مع إستمرار تعاونها البراجماتي في تبادل المصالح, ستسخدم تلك الحكومات الدين لتكفير معارضيها دون عنف, وستستخدم الرأسمالية في إستنزاف الثروات بالتبادل مع أمريكا لإنتهازيتها الشديدة ونهمها للمال والسلطه, وستسيطر على قطاعات واسعه من الشعوب ترى فيها الأمل الديني لإنقاذها من جحيم الدنيا وتسهيل دخولها الجنة الأخروية, وهكذا ضمنت الولايات المتحدة إخماد الحاله الثورية التي كان من الممكن أن تهدد عرشها في المنطقة العربية من ناحية, ومن ناحية أخرى ضمنت عدم ظهور تيارات إسلامية متطرفه قد تزعجها مستقبلاً, كذلك ضمنت مصالحها الإقتصادية من خلال منظومات يمينية رأسمالية ومصالحها السياسية والإستراتيجية من خلال إستغلال شراهة التيارات الإسلامية الدائم للسلطه والسيطرة على الشعوب.

الثورات العربية لا تصارع أنظمتها فقط, الثورات العربية تواجه نظام عالمي كامل معقد لن يرضى أبداً بسيطرة الشعوب على مقدراتها, الكفاح والنضال من أجل الديموقراطية الحقه والإستقلال بدأ ولم ينتهي, وإزداد العدو واحداً بإضافة التيارات الإسلامية المتعاونه مع الأنظمه الديكتاتورية التي قامت عليها الثورات والولايات المتحدة, ولا ننسى تصريح هيلاري كلينتون وزيرة الخاريجة الأمريكية التي قالت أنها مستعده للتعاون مع الإخوان المسلمين في حال توليهم الحكم, وهي الإشارة التي نفهم منها بدء تنفيذ المخطط, ولكن يبقى الأمل في الشعوب التي بإستطاعتها القضاء على أعدائها بإستمرار النضال من أجل الحرية والعدالة والكرامه لآخر قطرة دم.


المقال على موقع الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=285553

الخميس، ٦ أكتوبر ٢٠١١

V For Vendetta والثورة المصرية

الآتي عبارة عن إقتباسات وملحوظات من فيلم في فور فينديتا ومقارنتها بحالة الثورة المصرية:

*لو عايز تعمل ثورة حقيقية وتسقط نظام من جذوره لازم تغتال او تعدم رموزه واعمدته.

*اول رمز لازم ينتهي تماما هو مسئول الاعلام، لان ده لوحده ممكن يجهض ثورة كامله.

*وزير الداخلية اهم واصعب من رئيس الجمهورية في الدول البوليسية، والقضاء عليه محتاج تخطيط على اعلى مستوى.

*لو ضمنت ولاء جزء من الداخلية هايساعدوك مساعدة لا تقدر بثمن في التعجيل بسقوط النظام.

*الخوف من الموت ما يعملش ثورة، كمان الخوف من القتل ما يعملش ثورة.

*الاعلام الثوري اساس لنجاح اي ثورة، خصوصا لو استخدمت سلاح السخرية من النظام اللي بتثور عليه مع التدعيم بحقائق وادله.

*الثوري لا يستخدم الاعلام للدعاية لشخصه ولكنه بيستخدمه للدعاية لافكاره الثورية، الشخصنه تسخف من الروح الثورية.

*وجود رمز وشعار للثورة يجذرها ويصنع منها فكرة سهل تداولها ويعطي احساس بالانتماء مطلوب لاستمرار الكفاح وتوهج روح النضال الثوري.

*من اكثر وسائل التحريض الثوري هي القيام بعمليات بالغة الخطورة والشجاعه لتحفيز الجماهير على تقليدها بعد سنوات من القمع والقهر.

*لازم دايما نبقى سابقين المخابرات في التصعيد بخطوة، لو المخابرات سبقت الثوار بخطوة هاينجحوا في قمع الثورة.

*من اهم وسائل التاثير على الجماهير هي تغيير لغة الخطاب الموجه ليهم، ده بيلفت انتباههم ويجذب نظرهم وبيبعدهم عن خطاب السلطة.

*استخدام العنف مع السلطة الديكتاتورية مش تهمه ولا ذنب، العنف ضروري لان في طرف بيستخدمه بقوة ويملك الامكانيات اللي تضمن استمراريته.

*ازالة كل ما يرمز للنظام السابق من مباني او تماثيل او صور قبل او اثناء او بعد الثورة ضرورة قصوى لمحو النظام من الذاكرة.

*كسر هيبة الدولة البوليسية والسخرية من اقوى واعنف رموزها اداه مهمه لتشجيع الجماهير وتجراهم على كسر حاجز الخوف والرعب.

*ذيول النظام وفلوله لازم يتم التعامل معها بمنتهى الشدة والعنف واستئصالها من جذورها الا هاتعمل المستحيل علشان تبني النظام من جديد.

الثلاثاء، ٢٤ مايو ٢٠١١

شهادة وبيان من ثائر مُحبط

كنا في شارع شهاب بحي المهندسين يوم 28 يناير الساعه التاسعه مساءاً عندما شاهدنا أرتال المدرعات والدبابات تخترق ميدان التحرير لتأمينه بعد إنسحاب الشرطة أمام الثوار على شاشات التليفزيونات, إنتابتنا فرحه عارمة, هاهو جيشنا العظيم حامي الحمى قد إستولى على الشارع من جهاز الشرطة الكريه لحمايتنا وحماية ثورتنا, هرولنا مسرعين لميدان التحرير للمشاركة في مراسم الترحيب بنزول الجيش وإستقباله إستقبال الفاتحين, وليتنا ما فعلنا!



أول مشهد رأيته كان عربة جيب تابعه للقوات المسلحه محترقة تماماً, بإستكمال التجول مذهولاً في الميدان رأيت المشهد الثاني, الشباب الثائرين متكومين فوق مدرعة, الجنود يصرخون بإستجداء أن لا ذنب لهم وأنهم فقط ينفذون الأوامر, أراهم عرايا إلا مما يستر عوراتهم, ملابسهم العسكرية وخوذاتهم موزعه على الشباب, أسأل عن أسباب ما يحدث لأفراد ومعدات جيشنا فتأتيني الإجابه الصادمه

(يا عم دول كانوا بيوصلوا ذخيرة للشرطة, رصاص مطاطي وحي وقنابل مسيلة للدموع, دول عالم عايزين الحرق)



أقف مذهولاً من هول الصدمه, أتلفت اليمين واليسار بحثاً عن منقذ ينقذنا ممن أتوا لإنقاذنا فلا أجد غيرنا, أرى عربة إسعاف تجري مسرعه وسط حشود الثوار فيستقبلوها بالحجارة, أسألهم عن السبب فتكون الإجابه أنها الطريقة الجديدة التي يستخدمها الجيش لتوصيل الذخيرة للشرطة, ينجحون في إيقاف السيارة ويكشفون عن صناديق الذخيرة في مشهد يذكرك بأسوأ عصور الإحتلال, يستمر العبث في الميدان ليتحول المشهد لكوميديا سوداء, شباب يستولون على مدرعتين وآخرون يستولون على سيارات مطافىء لنجدة المتحف المصري من حريق يكاد يأتي عليه بينما أفراد الجيش يتابعون دون إكتراث, يمر اليوم بعد إحباط ما بعده إحباط مع قليل من طلقات الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع في حرب شوارع وسط, الجيش موجود لكن لازالت الشرطة تضرب تحت سمعه وبصره, فأين جيشنا العظيم حامي الثورة مما يحدث؟ كانت الإجابات مطمئنه حتى تستمر جسور الثقة بيننا وبينه, لكن ما حدث بعد يوم 28 يناير كان يؤكد ويبرز الإجابة الوحيدة الصحيحه, الجيش نزل ليحمي نفسه أولاً, ثم رجال النظام المنهار, ثم لتحويل الثورة لمجرد إنتفاضة بلا أنياب. رأينا يوم موقعة الجمل 2 فبراير كيف فتحت الدبابات الطريق للبلطجية من جهة ميدان عبد المنعم رياض ثم يقف أفرادها يتابعون المجزرة تحدث دون تدخل, والحجه أنه لم تتوجه لهم الأوامر بالتعامل! سمعنا تلك الحجه أكثر من مره فيما بعد, وتتالت مشاهد الخزي والعار بدءاً من إعتقال الثوار في التاسع من مارس وتعذيبهم في المتحف المصري بكل بشاعة وسبهم بذويهم وسب الثورة ومن قاموا بها, ورأينا معسكر س 28 وهو يتحول لسلخانة عسكرية تطحن فيه عظام الثوار وكرامتهم من أجل من قالوا أنهم يحمونهم, كشوف عذرية مهينة ومخزية للفتيات الثائرات, إجراءات عسكرية صارمه ضد الثوار وتهاون تجاه لصوص النظام سواء بالتأخير في القبض عليهم أو التأخير في محاكمتهم, مايكل نبيل يحاكم عن مقال كتبه ضد ممارسات الجيش فيحكم عليه بثلاث سنوات في إسبوعين ليس إلا, أما من قمنا بالثورة عليهم فينعمون بمحاكمات بطيئة توحي بإنعدام العداله, وتستمر الإعتقالات وشهادات التعذيب وإهانة الثورة والثوار يومي 1 و 9 إبريل, ينكشف الوجه الإعلامي الحقيقي للمجلس العسكري الذي لم يختلف كثيراً عن نظام مبارك, تستمر الأكاذيب والشائعات بغرض تجييش الشعب البسيط ضد الثورة بالحديث عن الإنهيار الإقتصادي والأمني, تنفجر الفتنة الطائفية بتواطىء واضح من قيادات المجلس العسكري, وتستمر الإفراجات عن إرهابيين بل والترحيب بهم بحفاوة, يتحدث المجلس العسكري عن أنه لم يعتقل ثائر واحد في بيان ثم يقول أنه سيحاكم كل المعتقلين من الثوار لديه محاكمات مدنية عادله في بيان آخر, ومن سقطه لأخرى ينكشف القناع وتنجلي الحقيقة ليستفيق الثائرون من جديد ويقرروا النزول للميدان لإنقاذ ثورتهم التي قامت بدماء أصدقائهم وجيرانهم وذويهم, تأتي الدعوات بالنزول يوم 27 مايو لنبدأ المشوار من جديد, مشوار إسترداد مصر من أيدي مجلس إعتقدنا أنه جاء لإنقاذنا من الثورة المضادة فإتضح لنا أنه هو نفسه الراعي الرسمي للثورة المضادة.



أعضاء المجلس العسكري الموقرين, نعلم أن فسادكم هو إمتداد طبيعي لفساد عم كل بر مصر بل وبحرها وجوها, نعلم أنكم كنتم من ضمن منظومة فاسدة لم يكن لكم يد فيها, نلومكم لأنكم لم تثوروا على الظلم والفساد, ولم تفكروا ولو للحظه في مصلحة وطنكم بعد الثورة, الآن وبعد تمام تجلي الحقائق أمام أعيننا نعدكم بمعاملة لن تفرقوها كثيراً عن معاملتنا لمبارك ونظامه خلال 18 يوماً من الثورة, نعدكم بأن نقدم أرواحنا مره أخرى فداءاً لمصر طالما أنها تحتاج لمزيد من دمائنا, أمامكم طريقين لا ثالث لهما, إما الإنحياز للثورة ومطالبها وأهدافها وتحقيقها دون بطء أو مواربه او مناورة, وإما فلتستعدوا للموجة الثانية التي هي بالتأكيد لن ترحمكم كما لم ترحم الذين من قبلكم.

السبت، ٧ مايو ٢٠١١

إعادة ترتيب الأوراق الأمريكية في الشرق الأوسط الجديد

تدور الأحداث في الشرق الأوسط بوتيرة متسارعة تجبر أطراف اللعبه على تصعيد وتيرتها هي الأخرى حتى تتمكن من اللحاق بها, الولايات المتحده الأمريكية على رأس تلك الطراف التي إستشعرت الخطر نتيجة الثورات العربية المتتالية وبالتالي بدأت بالفعل من تسريع وتيرة تحركاتها هي الأخرى وبشكل قد يبدو للبعض متعجل ويفتقد للحكمه, أغلب تلك الخطوات كان في شكل تصريحات أحياناً وصمت أبلغ من التصريح في أحيان أخرى, إلى أن جاء خبر إغتيال بن لادن لتبدأ الخطوات العملية في الشرق الأوسط الثوري الجديد.

إغتيال بن لادن لم يكن وليد الصدفه, قد يكون ذو تأثير إيجابي لحملة أوباما الإنتخابية, لكنه ليس الهدف الرئيسي, عندما قرأت خبر إعتقال زعيم تنظيم القاعده في الموصل العراقية وكذلك الأنباء المتتالية عن مزيد من إعتقالات عناصر القاعدة في باكستان بدأت الصورة تتكشف رويداً رويداً, إنتهى عصر إستخدام الإرهاب الإسلامي وبدأ عهد الصفقات مع الإسلام السياسي!

بعد خدمات عديدة قدمها تنظيم القاعدة بدءاً من التعاون الكامل (وربما النشأة نفسها) مع المخابرات الأمريكية في أفغانستان بهدف طرد الإحتلال السوفيتي نهاية بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في الدول العربية وخاصة مصر والجزائر في تسعينات القرن الماضي بهدف تدعيم النظم الديكتاتورية التي تستمد قوتها من توفير الأمن مقابل الحرية (وقد رأينا كيفية تورط النظام المصري في تفجير كنيسة القديسين للهدف ذاته), والآن وبعد زوال بعض النظم الديكتاتورية وإقتراب البعض من الإنتهاء وتعهد البعض الآخر بإصلاحات ديموقراطية حقيقية حان وقت إعادة ترتيب قواعد اللعبه من جديد بأقل خسائر ممكنه, الآن تبدأ الولايات المتحدة في جمع عناصر القاعدة من السوق العالمية لإنتهاء فترة صلاحيتها وإنتفاء الغرض من وجودها لتستبدلها بحركات الإسلام السياسي المدجنه ذات الصوت العالي لزوم الشعبوية والفعل الصفري لزوم الصفقات والإنتهازية السياسية المعتاده, جماعات الإسلام وعلى رأسها الإخوان المسلمين لم تجروء يوماً على تقديم معارضة سياسية وطنية حقيقية أمام الأنظمه الديكتاتورية البائده, ولم تتخذ أي إجراءات تُذكر ضد القوى الدولية التي لطالما تحكمت بمقدرات الدول العربية, فهي كانت وستظل دائماً وأبداً تابعه وليست قائدة, إنتهازية وليست وطنية, رد فعل وليست فعل, فقط هي قادرة على الحشد والتعبئة للجماهير البسيطة المغلوبة على أمرها والتي يسهل خداعها بإسم الدين, وهو بالضبط ما تحتاجه الولايات المتحده الآن التي تستخدم الدين هي الأخرى للسيطرة على شعبها ذو الثقافة الضعيفة والذكاء السياسي الشبه منعدم.

في الوقت الحالي من المناسب جداً وجود أنظمه تتبع نفس السياسة الإنتهازية الأنانية التي إتبعتها الأنظمه الديكتاتورية السابقه مع مسحه دينية تضمن ولاء الشعوب بدلاً من العداء السابق للأنظمه البائده, كذلك مطلوب خطاب ديماجوجي شعبوي يطرب أسماع البسطاء دون تنفيذ أو جدية, وبهذا تحقق أمريكا كل ما ترغب فيه مع ضمان إنتهاء العداء الشعبي وتدجين الثورات الشعبية وتحويلها لأنظمة إسلامية مطيعه وفي نفس الوقت ليست بالتطرف الكافي الذي قد يدفعها لإستخدام العنف ضد مصالحها, ومن هنا بدأ الإتجاه لتصفية الحركات الإسلامية الإرهابية التي كانت مرتبطه بالأنظمه الديكتاتورية بأنظمه إسلامية معتدله نسبيا مضمونة الشعبية ويلقى خطابها مصداقية ولو مؤقتة لدى شعوبها, كل ما سبق سوف نرى دلائله قريباً من خلال سماع أخبار عن مزيد من الإغتيالات والإعتقالات لعناصر القاعدة وربما طالبان مع مغازلة سطحية لحركات الإسلام السياسي التي ستكون في شكل بعض من التصريحات مثل وعود بالتعاون إذا إلتزمت باللعبة الديموقراطية وضمان الحريات السياسية وهكذا.

لا تتعجبوا إذا وجدتم الولايات المتحدة تغض الطرف عن توغل حركات الإسلام السياسي في الأنظمة العربية الثورية الجديدة من ناحية, وتدعم وجودها بحجة أنها تصد التطرف الإسلامي وتلقى دعم شعبي طبقا لقواعد الديموقراطية من ناحية أخرى, فهاهي أمريكا تعيد ترتيب الأوراق من جديد لتحافظ على مصالحها, وتبقى الشعوب العربية هي الضحية مجدداً, ولكن هذه المره سيختلف زي الجلاد من البدلة العسكرية للجلباب الإسلامي, وهو التغيير الوحيد الذي سيحدث إذا لم تنتبه تلك الشعوب لخطر الحركات الإسلامية وتتصدى لها لتبرز القوى المدنية الثورية الوطنية التي قامت بالثورات قبل أن يقفز عليها المتأسلمون لتحقيق مصالحهم التي قد يتعاونون في سبيل تحقيقها مع الشيطان نفسه.


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258005

الثلاثاء، ٢٢ مارس ٢٠١١

كيف ننقذ الثورة قبل إجهاضها؟

بعد فترة غياب عن الكتابه لفترة ليست بالقصيرة بسبب الأحداث التي إنغمسنا فيها حتى أعناقنا طيلة الأسابيع الماضية أعود للقلم بعد طول إنتظار حتى تتضح الصورة بما يكفي للكتابه عنها برؤية موضوعية قدر الإمكان...


الجيش والثورة:


صغار الضباط من الطبقة المتوسطة فما أدنى كانوا مع الثورة قلباً وقالباً...أمنيتهم الوحيدة كانت حدوث إنقلاب داخل الجيش نفسه يُعيد الأمور لنصابها الصحيح ويلغي مراكز القوى فيه للأبد...لم يفقد أياً منهم أعصابه في الميدان وعلى مستوى الجمهورية ليطلق رصاصه بإتجاه متظاهر...جاءتهم الأوامر بالضرب حيناً وبالتفريق بالقوة حيناً ولم يأخذوها مأخذ جد...المعضلة الأساسية والعقبه الكبرى متمثله في كبار الضباط ممن يرفلون في رغد العيش الذي صنعه لهم مبارك ليأمن شرهم وليضمن ولائهم...هؤلاء الكبار هم من يحموه هو وعائلته ورموز حكمه القديمه...هم من رفضوا إعطاء الأوامر المُباشرة والصريحه بضرب المتظاهرين بالرصاص وقذفهم بالإف 16 وتسوية ميدان التحرير بهم...رفضهم لإعطاء الأوامر لم يكن حباً في الشعب بقدر ما كان خوفاً على مناصبهم ومراكزهم التي هُددت مباشرة من أوباما بأنهم سيفقدوها للأبد في حال إستخدام الأسلحه الثقيلة ضد المتظاهرين...قليلون من يعلمون أن الإف 16 التي حلقت فوق ميدان التحرير لساعه أو أكثر كانت آتية بغرض تسوية الميدان بمن فيه وإنهاء الثورة للأبد...لا يعلمون أن من أمر بعودتها هو أوباما بعد إتصال هاتفي من سامي عنان يبلغه في إن مبارك جن جنونه وسيقلب الطاولة على الجميع...هدد أوباما بشن ضربات جوية ضد نظام مبارك في حال إستخدامه للأسلحه الثقيلة ضدنا فإنتهت العملية...لكن المُحزن في الأمر أن أياً من قيادات الجيش لم ينقلب على مبارك بسبب تلك الحادثه...بل ظلوا متابعين لما يحدث من غرفة عمليات القيادة العليا للقوات المسلحه وكأنهم بإنتظار عرض الساحر الذي سينهي الثورة...تلك القيادات لم تتخذ خطوة واحده شجاعه مثل تقديم الإستقالة أو الإنقلاب على مبارك والإنحياز للثورة أو حتى مجرد رفض الأوامر بشكل علني بدلاً من إثارة فزع ورعب الثوار...فقط سامي عنان هو من حظى بالإحترام كونه حتى الآن الوحيد الذي إتخذ موقف مشرّف من بداية إحتكاك الجيش بالثورة


الجيش بعد تنحي مبارك صار حاكم فعلي لمصر...يملك ويحكم...يأمر ويرفض...ينجز فيما يخصه ويتقاعس فيما يخص المصلحه العامه...صارت الشرطة العسكرية بديلة عن أمن الدولة بالتعذيب والإختطاف والإحتجاز والمحاكمات العسكرية الهزلية...أطلقت القوى الدينية لزرع الفتنة بين أبناء الشعب المصري تماماً كما فعل أمن الدولة من قبل...شكّلوا لجنة دستورية إسلامية إخوانية ولم يلتفتوا لجموع الفقاء الدستوريين المدنيين...أقاموا إستفتاء سريع أطلقوا فيه الحرية الكامله لسيطرة الإخوان والسلفيين عليه دون تطبيق لقانون منع الدعاية وبتقاعس واضح عن تطبيق قانون آخر وهو منع إستخدام الدين في السياسة...لم يلتفتوا لإنتهاكات السلفيين والإخوان ضد شباب 6 إبريل وغيرهم ولا لشراء الأصوات وإستخدام المساجد في الدعاية يوم الجمعه الذي كان محظور في الدعاية للإستفتاء...والآن يتجهون بتعجل غير مبرر لإنتخابات مجلسي الشعب والشورى...غير مبرر دستورياً وقانونياً وسياسياً...لكنه مبرر فقط لدخول التيارات الدينية للبرلمان بأغلبية تضمن لهم إنتخاب الجمعية التأسيسية التي ستشكل الدستور...وهي الطامه الكبرى التي ستودي بالجميع للهلاك...لكن طالما أن الأمر في مصلحة الجيش فلا ضير كما سنرى


الجيش يلعب بالورقة السياسية الأهم التي ستضمن له عودة الحكم العسكري الديكتاتوري وربما عودة مبارك آخر ووطني آخر قريباً جداً...الجيش يريد تصدير الإسلاميين في مقدمة المشهد السياسي وجعلهم يستحوذون على غالبية المناصب السياسية العليا...بل ورسم السياسات المستقبلية لمصر ممثلة في الدستور الجديد والقوانين المكمله له...هذا التصدير سيتيح للعسكر عدة مكاسب..أهمها رفض المجتمع الدولي للديموقراطية المصرية الناشئه...وكذلك فزع المسيحيين والليبراليين ورجال الأعمال والمستثمرين الأجانب...وبالطبع ستهرول الأحزاب السياسية المدنية مفزعه للمجلس العسكري لإنقاذهم من جحافل الإسلاميين التي ستحول مصر لإيران أو أفغانستان جديدة تقضي عليهم للأبد...كل هذا الرعب والفزع الدولي والمحلي سيقابل ببرود عسكري يقول بكل وضوح...إشربوا نتائج الثورة والديموقراطية والحرية...ثم تعود ريما لعادتها السقيمة القديمة



الإسلاميين والثورة:


بكل تأكيد لم ينس فصيل سياسي واحد هروب محمد بديع مرشد الإخوان من المشاركة في يوم 25 يناير...وبكل تأكيد لم ينس فصيل سياسي واحد تأكيد السلفيين في أكثر من مناسبة أنهم ضد الخروج على الحاكم بأي وسيلة وطريقة وعزوف شيوخهم وأغلبية شبابهم عن المشاركة في بداية الثورة...ولكن...هل ينكر عاقل أنهم كما تخلوا عن الثورة في بدايتها أجهضوها ويستمرون في إجهاضها حتى الآن؟ بماذا نفسر تظاهراتهم أمام مجلس الوزراء للمطالبه بعودة كاميليا في ذروة الصراع مع الجيش وفلول أمن الدولة على حق التظاهر؟ بماذا نفسر إنحيازهم لتوقف التظاهرات ووصم المعتصمين بأقذر النعوت وتعبئة الرأي العام ضد إستمرار الثورة بداعي الإستقرار وهو نفس مبرر الحزب الوطني دائماً وأبداً؟ وإذا كنا نتكلم عن السلفيين وبصفتهم تحولوا 180 درجه بفعل توجيهات أمن الدولة قبل (عدم الخروج على الحاكم) وبعد (إثارة النعرة الطائفية الإسلامية) فلابد أن ننظر للإخوان بوصفهم أكثر التيارات السياسية على الساحه إنتهازية وأنانية...الإخوان يعلمون جيداً أن الجيش يصدرهم على أنهم التيار البديل للديكتاتورية العسكرية...ويعلمون أنهم مخلب قط أمام التيارات الشبابية الثورية الحقيقية لإجهاض ضغطهم المستمر لتلبية مطالب الثورة والشعب...ولا يوجد تفسير لآدائهم تلك الأدوار سوى صفقة عُقدت بينهم وبين الجيش يتم بمتقضاها منحهم إمتيازات قبل الإنقلاب القادم وبعده تضمن لهم تمثيلاً سياسياً شرعياً ومؤثراً لعقود قادمه...لا يهم المصلحه العامه...لا يهم دم الشهداء...لا يهم إجماع القوى الوطنية الثورية والحزبية والسياسية على رأي واحد...المهم في النهاية المكاسب الأنانية البراجامتية...وأمثلة الماضي تؤكد


الثوريين والثورة:


كنا ومازلنا نؤمن بأن ثورتنا لا زال أمامها الكثير لتحققه...المشوار طويل والثورة أُجهض أكثر من ثلثيها فعلياً بفعل الجيش وأمن الدولة والوطني والقوى الإسلامية...الشارع لا يريد التظاهر ولا الإعتصام...أقنعوهم بشيطانية أن السعي لتحقيق مطالب الثورة ضد الثورة وضد الشعب وضد الإستقرار وضد الإقتصاد...رجل الشارع العادي الآن يرى في ساندوتش الفول وكوب الشاي أهم طموحاته بعيداً عن فوضى السياسة ومشاكل الدستور وإنعدام الأمن...حتى عندما شارك في الإستفتاء إختار من يفكر بالنيابة عنه...خسرنا الميدان...خسرنا المليونيات...خسرنا تعاطف العامه...بمعنى آخر...خسرنا وسائل الضغط التي كانت الضمانه لإستمرار الثورة حتى تحقيق كافة مطالبها...تراجع الآداء الثوري والحزبي المدني لصالح العسكر والإسلاميين...ووضحت تماماً قواعد اللعبه الجديدة في إستفتاء شابه تواطىء واضح كما أسلفنا للخروج بتلك النتيجة بين الجيش والإسلاميين...والقادم سيكون على نفس المنوال....ما لم نتحرك نحو الخطوات الآتية:


1- إنضمام كل من شارك في الثورة وآمن بمبادئها فوراً للتيارات والأحزاب السياسية التي تدعم وجهة نظره وتحقق مطالبه ويرى فيها ثورته التي كاد أن يضحي بحياته لإنجاحها...ومن الضروري جداً التأني ودراسة الموقف تماماً قبل إتخاذ القرار بالإنضمام لفصيل سياسي معين منعاً للإحباط...والأكثر من ذلك...أن يكون الإنضمام لهذا الفصيل السياسي بغرض تحقيق أهداف سياسية وطنية ثورية وليس بغرض مكاسب وقتية مؤقته وإلا ستكون العواقب وخيمه على الوطن بأكمله.


2- سرعة بناء هياكل حزبية للحركات السياسية الشبابية المكونة لإئتلاف شباب الثورة والأخرى التي تشكلت بفعل الثورة...تلك الهياكل الحزبية بمقارها ولجانها وأعضائها وأنشطتها هي القادرة على إستعادة الروح الثورية من جديد وبث الحياة في أوصالها لتسود أخلاق التحرير ومدينته الفاضله بعد سرطنتها بفعل الإسلاميين وحلفائهم.


3- إستغلال اللجان الشعبية التي تكونت بفعل شباب الثورة للتغلغل في القرى والنجوع الريفية وأقاصي الصعيد...نشر التوعية السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينية هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه


4- توحد وتضامن وتآلف كافة تلك القوى السياسية تحت مظلة واحده بهدف الضغط على المؤسسة الحاكمه أياً كانت لتحقيق مطالب الثورة...بمعنى أدق...تشكيل لوبي ثوري يضغط بكل أوراقه السياسية في إتجاه واحد وتحت هدف مشترك...والأهم...عزل كافة القوى الدينية التي إنحازت لمصالحها الخاصه على جثة الثورة والثوار نظراً لقدرتها على الإفلات فور الإتكاء عليها وبالتالي التسبب في ضياع مجهودات كثيرة...إذا إنعزلت تلك القوى سيكون أمامها طريقين لا ثالث لهما...إما التفكك والتشرذم والإنتهاء بفعل تجفيف منابعها من التحالفات السياسية التي كانت تضمن لها تواجد رسمي وسط القوى السياسية الرئيسية...وإما الخضوع تماماً للتيارات السياسية وإتجهاتها مع مراقبة آدائها وعزلها في حال الخروج عن المبادىء المتفق عليها


ما سبق بالتاكيد ليس كل ما يمكن عمله...لابد من تضامن كل من يهمه إستمرار الثورة وإنقاذها من براثن قوى الإجهاض...الأهم هو الإيمان المُطلق بقضيتنا والكفاح بعيداً عن الإحباط والتشاؤم والسوداوية...وأرجو أن تتذكروا دائماً أن بداية الثورة الإيرانية كانت علمانية ومدنية تماماً...وما حدث بعدها وأدى ما صارت إليه الآن هو تقاعس العلمانيين وإستخفافهم بمنافسيهم الإسلاميين ثم إحباطهم وإعتزالهم وتركهم الساحه تماماًكبديل عن الكفاح والتضامن وإكتساب الشعبية...أرجوكم تذكروا دائماً هذا المثل كما أفعل من وقت لآخر...وتذكروا معه أن الثورة أنتم من قاموا بها...ويأتي الآن من إنتظر نضوج الثمار ليأكلها وحده