الخميس، ٥ يوليو ٢٠١٢

آخر عصور العشق


تعلمين جيداً أن ما بيننا يفوق قدرتي على الوصف...تعلمين أنه لا سبيل للعوده...وتذكري مثالي عن الجنود السوفييت الذين كانوا يُدفعون دفعاً للخطوط الأمامية دون سلاح ليصدوا هجوم النازي...وكانت نتيجة إنسحابهم الموت بالرشاشات السوفيتية نفسها, تذكري أننا مفارقون بعضنا البعض دون أمل...وأن ماضينا قد نتكىء عليه يوم نشيخ إما ليساعدنا على تحمل معاناتنا أو ليعجل من نهايتنا.

تذكري أننا لو إستمرينا قد نكره بعض, قد تتشوه الذكريات...قد تتوه التفاصيل...قد ننسى أجمل لحظاتنا في خضم الملل, تذكري أننا قد نفترق الآن ولكننا أصدقاء...ولو كنا إستمرينا لربما إفترقنا أعدا...أعلم أن "ربما" هنا لا محل لها من الإعراب...فربما أكملنا قصتنا على أكمل وجه كما بدأناها...وربما تنتهي قصتنا نهاية سعيدة مغلفه بالحزن عندما يترك الدنيا أحدنا وهو بين يدي الآخر, لكن مواساة الموقف تحتم علي توقع السيء.

قد يبدو الكلام مبتذلاً...حتى العنوان نفسه قد يوحي بالسطحية...لكني لا أكتب لكِ...ولا أكتب لهم...ولا أكتب لمن يقرأ لأنه لن يجد الجديد...أكتب لأنني أود تسجيل تلك اللحظه الفارقه في حياتي...إنني لا أعلم حتى إن كانت فارقه في حياتك أيضاً...لكنها بالنسبه لي كمن تجاوز المدى لسدرة المُنتهى ثم عاد ليحكي عما رآه فما صدقه مستمع.

تخيلت يوماً أنني سأغفو للأبد منتظراً جنتي...وعندما أفقت على الحقيقة المُرة تمنيت لو لم أفق يوماً...لكني لن أنكر الآن الجنة...فقد دخلتها وعشت فيها وما طلبت شيئاً إلا وجدته...كنت أقول لكِ كوني فتكوني...وكانت أنوثتك تطغى فأكون قبل أن تنطقيها...لكنها الإفاقة مره أخرى...ومره أخرى أفقد أمل ما بعد الحياة...فما هي حياتي بعدك إلا موت.

قد أكون مُبالغ في كل حرف بداية من العنوان حتى وصفي لنفسي بالمبالغه...قد تقولين لنفسك هو يتلذذ بتعذيبي وتعذيبه وإكتساب شفقة الآخرين...قد أقول لنفسي أن الموقف لا يستدعي تحويله لمآساة...فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة...لكن هل تعلمون أن الإقتناع إجبار وليس إختيار؟ فإذا كنتم مجبرون على الإقتناع فكيف تطلبون مني أن اختار ألا أعاني من إقتناعي أنها خط النهاية لآخر عصور عشقي؟

أغسطس 2010