الخميس، ١٨ مارس ٢٠١٠

مصر قبل...مصر بعد...أيهما أفضل؟

مقارنة بسيطة مختصرة لأحوال مصر قبل موجة التدين وبعده:

1- مصر قبل الثمانينات:

- لا وجود للحجاب ولا الإسدال والنقاب ولا وجود لظاهرة التحرش والإغتصاب إلا في حالات لا يمكن أن ترقى للظاهرة.

مصر بعد الثمانينات:

-إنتشار الحجاب وملحقاته وتزايد في معدلات التحرش والإغتصاب وكل أنواع التعرض للأنثى إلى حد تصنيفها كظاهرة لدرجة تزايد الدعوات لسن قوانين ضد التحرش الجنسي في شوارع مصر.

2- مصر قبل الثمانينات:

- الجوامع الموجوده تكفي وتزيد ولا وجود لأعداد كبيرة من المصلين وإختفاء شبه كامل لمظاهر التدين الشكلي من لحية أو جلاليب قصيرة أو تأدية للصلوات في الجوامع بالتزامن صحوة الضمير وسيادة الأخلاقيات الرفيعه دون ربطها مباشرة بالدين.

مصر بعد الثمانينات:

إنتشار للمساجد أكثر من الحاجه إليها وزيادة أعداد المصلين بشكل غير مسبوق وسيادة الفكر السلفي والإلتزام الديني المظهري بالتزامن مع إنحطاط أخلاقي غير مسبوق تمثل في زيادة معدلات الرشوة والغش والفساد والتحرش الجنسي والكذب...إلخ

3- مصر قبل الثمانينات:

لا وجود للقنوات الدينية الفضائية ولا وجود لشرائط الكاسيت الدينية ولا وجود للفتاوي التجارية ولا وجود للإعلام الديني الخليجي الموجه ومع ذلك الشعب المصري مستمر في مواصلة حياته الطبيعية دون إستشارات يومية من آلآلاف عن كيفية ممارسة حياتهم من خلال الدين.

مصر بعد الثمانينات:

المصريون لا يكفون عن مشاهدة القنوات الدينية والإستماع للشيوخ وسؤالهم عن أدق تفاصيل حياتهم وكيفية ممارستها من خلال الدين ومع ذلك تتدهور أحوالهم يوم بعد يوم وتنهار الأخلاق العامه وتنتشر الرزائل الأخلاقية دون رادع.

4- مصر قبل الثمانينات:

لا وجود للتدخل السافر في حياة الآخرين من خلال سؤالهم عن أسباب عدم قيامهم بالصلاة أو الصيام أو بقية الشعائر والعبادات الدينية, ولا وجود لأي طائفية دينية (بإستثناء السنوات الأخيرة من السبعينات) مع إعتبار سؤال المصري لزميله عن دينه من الأسئله التي يتم إعتبارها نوع من قلة الذوق.

مصر بعد الثمانينات:

التدخل في حياة الآخرين ومعتقداتهم وأفكارهم هي السمه الغالبه مع إنتشار التدين...وتزامن إنتشار التدين مع إنتشار الحوادث الطائفية تجاه الأقليات الدينية والفكرية مثل المسيحيين والشيعة والبهائيين والعلمانيين.

5- مصر قبل الثمانينات:

لا وجود للتيارات الدينية السياسية التي تسعى للحكم وإنحصار نشاط التيارات الدينية في الدعوه للدين.

مصر بعد الثمانينات:

التيارات الدينية تستخدم الدين كسلاح سياسي لكسب الجماهير وتعبئتهم وبالتالي الوصول للسُلطه والحكم...وتزامن الإستخدام السياسي للدين مع إنتشار العمليات الإرهابية خلال عقدي الثمانينات والتسعينات.

6- مصر قبل الثمانينات:

ثورة تحرير المرأه وبداية تقلدها المناصب الرفيعه وإعتبارها كيان إنساني مثلها مثل الرجل وتكريم رموز نسائية عديدة وظهور قوانين تنصف المرأه وتعيد لها حقوقها التي سُلبت لقرون سابقه.

مصر بعد الثمانينات:

إعتبار المرأه عورة والفتاوى بشأن منع الإختلاط وحرمانية عملها وعدم اهليتها لتقلد بعض المناصب لوجود نصوص دينية تحرّم توليها مقاليد تلك المناصب وزيادة الدعاوى التي تقلل من شأنها وإعلاء الثقافة الذكورية وتحميلها خطايا الذكور من تحرشات وإغتصابات بحجة الملبس أو التصرفات.


مصر قبل الثمانينات لم يكن للدين وجود فعلي أو مؤثر في المجتمع ومع ذلك كان مجتمعنا أرقى من الناحية الأخلاقية والفنية والذوق العام والآداب والمعاملات...وعندما إنتشر التدين في فترة ما بعد الثمانينات كانت النتيجة عكسية...فما الذي نستخلصه من تلك النتائج؟ وما الذي نستفيده من دروس الماضي والحاضر لنصنع مستقبل أفضل؟

هناك ٥ تعليقات:

Mahmoud Kefaya Punk يقول...

Such a great note :)
Reasonable comparison

Migo Mishmish يقول...

احنا املنا في ربنا كبير
يخلص الجاز وتنقفل الحنفيه
وترجع كل حاجة لحالتها الاصليه

عارف هاكيلك على حكايه
مرة دخلت عمر افندي قبل ما يتباع لاقيت المعروضات مرميه ومحدش واقف جنبها
تكلم البياع ما يردش عليك
تخش الفرع كانك داخل مغارة مهجورة
وفجأه تسمع صوت الادان من الجامع اللي جنب الفرع
تلاقي الرجاله لابسين قباقيب ومشمرين البنطلونات وطالعين يجروا زي البط ورا بعض علشان يلحقوا الصلاه
وطبعاً مفيش كلب واقف على باب الفرع
يعني كان ممكن اخد اللي انا عايزة احطة في جيبي وامشي
لكن بعد ما اتباع
عارف مش لو الادان ادن لو القيامة قامت مفيش بني ادم يتحرك من مكانه
love
MishMish

العقل اولاً يقول...

محمود...أشكرك على تعليقك يا غالي

مشمش...ودي مصيبتنا الكبيرة...مش عارفين نحقق التوازن بين الإيمان والأخلاق...قى عندنا الإيمان بينضف السيئات وبالتالي مش محتاجين نبقى أخلاقيين في تعاملاتنا لأننا في النهاية هانصلي ونقرا في الكتب المقدسة شوية تقوم سيئاتنا تروح بالحسنات ونرجع نضاف تاني ونبتدي يوم جديد بنفس الأخلاقيات السيئة...فين الضمير؟؟؟ راح في الوبا زي هنادي!!
نورتنيني في مدونتى المتواضعه....

عبداللات (عبدالرحمن سابقاً) يقول...

تحليل رائع للمشكلة و مقارنه عقلية ليها ما قبل ظهورها و بعد ظهورها,أخي العزيز أرجوك
واصل و لا تتلكأ في كفاحك ضد الفاشية الاسلامية,معتنقي هذا الاسلام في السعودية يسومون أخوتك سوم العذاب أنا أعرف بمعاناتهم لأنني من الكويت و أعرف الناس بمساوئ نظام الكفيل ,أخ باهر أنا تركت هذا الدين العنصري إلى غير رجعه و بكامل قواي العقلية بعد معرفتي بخفاياة و طوامة و بت أنبذ العنف و الطائفية و القبلية و التي للأسف منتشرة في بلدان الرمال الخليجية,ما حصل في مصر حصل هنا في الكويت من عودة المظاهر الاسلامية و تحول الناس إلى دراويش كل همهم الإعداد لآخرتهم متناسين أن اعمار دنياهم خير و أولى من تلك الخزعبلات,و كل ذلك ببركة الريال الفطفوطي العفن و خدام العقيدة الصلعمية ,شاكراً جهودك في تنوير عقول إخوتك اللي بيصرفوا اللي حليتهم في الحج و غيرها من العبادات الوثنية التي لا تضر و لا تنفع,متمنياً لك التوفيق و النجاح في هداية إخوتك إلى درب العقل.
ملحوظة:أرجو ألا تكون مثل موقع الحوار المتمدن و تلغي تعليقي هذا فلقد مللت من زيف و كذب مسؤولي ذلك الموقع و تبجحهم بالعلمانية و الديموقراطية

العقل اولاً يقول...

أشكرك عزيزي على كلماتك الرائعه بحقي والتي أتمنى أن أستحق نصفها...نورت المدوه يا صديقي