الثلاثاء، ٧ يوليو ٢٠٠٩

مشاهد تبكيني




قد تكون لإتجاهاتي اليسارية والإشتراكية دور في تأثري ببعض المشاهد...وقد يكون العكس هو الصحيح....

مشهد 1:

طفل عمره تسع سنوات..يرتدي نظارة "قعر كوباية"...يسير ممسكاً بيد والدته متلمساً طريقه بحذر...النظارة مربوطة من منتصفها بخيط بالي نظراً لكسرها من قبل وإفتقاد القدرة على إصلاحها ناهيك عن إبدالها.

مشهد 2:

إنسان بسيط معاق يتحرك بكرسي متهالك أكله الصدأ وأهلكه طول الإستعمال...يقف بإنتظار صديقه الذي سيساعده على تحريك كرسيه لنزول السلالم ثم صعود سلالم أخرى...يجلس بإنتظاره وينظر لمن حوله نظرة أسى ورفض للشفقة...لا يملك سوى الإنتظار

مشهد 3:

طفل من أطفال الشوارع ينام على جانب الطريق ملتحفاً بورق جرائد...تنظر له فتجد آثار المعارك والسموم شظف العيش على جسمه...تسهب النظر وتمعن في التفكير فلا تعرف من المذنب في حق من؟ هل هو من أذنب في حق نفسه أم نحن المذنبون؟

مشهد 4:

شخص لطيف...يتكلم بهدوء...يضحك ملىء شدقية...تنظر له فتجده يقف بصعوبة محاولاً تجنب المساعدة...تمعن النظر فتجده كفيف...تراقب حركاته التي مثلها ببراعة محمود عبد العزيز في رائعة داوود عبد السيد "الكيت كات" أو "مالك الحزين" لإبراهيم أصلان...تتابعه فتجد معنى الطيبة والتواضع و .....الحرمان أيضاً...تتسائل...عندما يشعر بالعطش هل بإمكانه أن يعلم بوجود كوب الماء البارد بجانبه وحده؟ هل يستطيع التجول بحرية على شاطىء البحر مستمتعاً بمنظر الغروب وتكوينات السحب؟ هل بإمكانه تخيل شكل وجه أطفاله؟

مشهد 5:

طفلة لا تتعدى السبع سنوات...ترتدي إسدال من رأسها لأخمص قدميها...تنظر لصديقاتها وزميلاتها نظرة طفولة بريئة بعدما تعدت المرحله مبكراً دون أن تعيشها...ارتدائها الإسدال وضعها ضمن مرحلة النضوج...الرسالة المراد توصيلها من إرتدائها للإسدال أنها أصبحت جاهزة للقادر على الحصول عليها.

أكتفي بهذا القدر...وأعلم أن المشاهد لن تكتفي...فكم من مآسي نراها يوميا وقد لا نشعر بها إذا لم نضع أنفسنا محل من يعاني منها.

هناك تعليق واحد:

legionario gris يقول...

و و ... اين هو الله من اجلهم ...؟