الخميس، ٥ يوليو ٢٠١٢

آخر عصور العشق


تعلمين جيداً أن ما بيننا يفوق قدرتي على الوصف...تعلمين أنه لا سبيل للعوده...وتذكري مثالي عن الجنود السوفييت الذين كانوا يُدفعون دفعاً للخطوط الأمامية دون سلاح ليصدوا هجوم النازي...وكانت نتيجة إنسحابهم الموت بالرشاشات السوفيتية نفسها, تذكري أننا مفارقون بعضنا البعض دون أمل...وأن ماضينا قد نتكىء عليه يوم نشيخ إما ليساعدنا على تحمل معاناتنا أو ليعجل من نهايتنا.

تذكري أننا لو إستمرينا قد نكره بعض, قد تتشوه الذكريات...قد تتوه التفاصيل...قد ننسى أجمل لحظاتنا في خضم الملل, تذكري أننا قد نفترق الآن ولكننا أصدقاء...ولو كنا إستمرينا لربما إفترقنا أعدا...أعلم أن "ربما" هنا لا محل لها من الإعراب...فربما أكملنا قصتنا على أكمل وجه كما بدأناها...وربما تنتهي قصتنا نهاية سعيدة مغلفه بالحزن عندما يترك الدنيا أحدنا وهو بين يدي الآخر, لكن مواساة الموقف تحتم علي توقع السيء.

قد يبدو الكلام مبتذلاً...حتى العنوان نفسه قد يوحي بالسطحية...لكني لا أكتب لكِ...ولا أكتب لهم...ولا أكتب لمن يقرأ لأنه لن يجد الجديد...أكتب لأنني أود تسجيل تلك اللحظه الفارقه في حياتي...إنني لا أعلم حتى إن كانت فارقه في حياتك أيضاً...لكنها بالنسبه لي كمن تجاوز المدى لسدرة المُنتهى ثم عاد ليحكي عما رآه فما صدقه مستمع.

تخيلت يوماً أنني سأغفو للأبد منتظراً جنتي...وعندما أفقت على الحقيقة المُرة تمنيت لو لم أفق يوماً...لكني لن أنكر الآن الجنة...فقد دخلتها وعشت فيها وما طلبت شيئاً إلا وجدته...كنت أقول لكِ كوني فتكوني...وكانت أنوثتك تطغى فأكون قبل أن تنطقيها...لكنها الإفاقة مره أخرى...ومره أخرى أفقد أمل ما بعد الحياة...فما هي حياتي بعدك إلا موت.

قد أكون مُبالغ في كل حرف بداية من العنوان حتى وصفي لنفسي بالمبالغه...قد تقولين لنفسك هو يتلذذ بتعذيبي وتعذيبه وإكتساب شفقة الآخرين...قد أقول لنفسي أن الموقف لا يستدعي تحويله لمآساة...فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة...لكن هل تعلمون أن الإقتناع إجبار وليس إختيار؟ فإذا كنتم مجبرون على الإقتناع فكيف تطلبون مني أن اختار ألا أعاني من إقتناعي أنها خط النهاية لآخر عصور عشقي؟

أغسطس 2010

الاثنين، ٢٧ فبراير ٢٠١٢

حملة إعرف نفسك


دي مجموعة تويتات بدأتها بحملة لتعريف يعني إيه تبقى عنصري أو طائفي أو متعصب وإتحولت لنوت بعد ما أخدت زخم كويس على تويتر...وقريب هاتتحول لصفحة على الفيسبوك...أتمنى تعجبكم وتشاركوا بأفكاركم:
§  ·       أول ما تقول إن مصر عبارة عن مسلمين ومسيحيين وتسكت إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.

§  أول ما تقول إنك متسامح لدرجة إنك بتحب المسيحي زي المسلم إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.


§  ·       أول ما تبتدي تشتم في اليهود لأنك بتكره إسرائيل إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.

§  أول ما تلاقي نفسك بتقول إن أعز أصدقائك من الطفولة مسيحيين علشان تنفي عن نفسك تهمة إنك بتكرههم إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.

§  أول ما تلاقي نفسك بتقول إن ماعندكش مشكلة مع البوذيين والبهائيين بشرط إنهم ما يبنوش معابدهم في مصر إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك بتقول إن من حق الأغلبية فرض رأيها على الأقليات بالديموقراطية إعرف إنك عنصري وطائفي وديكتاتوري.

§  أول ما تلاقي نفسك بتقول إن اللي بيغير دينه منافق بس لو غير دينه وبقى نفس دينك ربنا هداه إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك بتقول المسلم والمسيحي إيد واحده وإنهم عنصري الأمه إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.

§  أول ما تلاقي نفسك بتقول إن المرأه ليها حقوق زيها زي الراجل بس مش في كل حاجه إعرف إنك عنصري فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك بتقول إن المساواة بين الراجل والست لا جدال فيها ماعدا شوية حاجات ماينفعش فيها المساواة اعرف انك عنصري فورا.

§  أول ما تلاقي نفسك بتقول الست مالهاش إلا بيتها وجوزها إعرف إنك عنصري وهمجي فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك بتقول إنك ماعندكش مشكلة مع اللي بشعرها بس الحجاب دليل الإحترام والحشمه والوقار إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.

§  لو لقيت نفسك بتدافع بإستماته عن حقوق المرأه وفي نفس الوقت مبهدل أختك علشان عرفت إنها بتحب إعرف إنك عنصري ومنافق فورا.


§  لو كنت مصاحب بنت وكل يوم بتخرج معاها ومقضيها وعايش حياتك بس في نفس الوقت ماتقبلش ده على أختك إعرف إنك عنصري ومنافق فورا.

§  أول ما تلاقي نفسك بتختار زوجتك على أساس إنها هاتبقى أم العيال وهاتشوف شغل البيت كويس إعرف إنك عنصري فورا.


§  لما تشوف ان ماينفعش ان يبقى رئيس مصر سيدة او حتى مديرتك فى الشغل ست إعرف انك عنصرى فورا.

§  أول ما تلاقي نفسك بتقيّم اللي قدامك على حسب درجة تدينه مش أخلاقه ولا شخصيته إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك بتدافع عن واحد عاكس بنت علشان لبسها أو مكياجها أو طريقة مشيتها إعرف إنك عنصري فورا.

§  أول ما تكره اللي يسيب دينك ويتحول لدين تاني وعايز تعقابه وفي نفس الوقت بتحتفل باللي بيسيب دينه وييجي دينك اعرف انك طائفي فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك مؤيد للدعوه لدينك في اي مكان في العالم وفي نفس الوقت ضد ان حد يدعوا لدينه في بلدك اعرف انك عنصري وطائفي فورا.

§  أول ما تشتكي من الإضطهاد بره بلدك علشان مش عارف تبني جامع أو تصلي في الشارع وبتعمل نفس الفعل مع أهل بلدك اعرف انك طائفي فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك بتجبر مراتك أو أختك او بنتك على الحجاب وفي نفس الوقت بتقول ان الدين مش بالإجبار اعرف إنك عنصري ومنافق.

§  أول ما تلاقي نفسك بتسأل اهلك وصحابك وزمايلك في رمضان (إنتا صايم ولا لأ؟) إعرف إنك متعصب ومنافق وسطحي فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك بتعاكس البنات عاطل على باطل وأول ما تسمع الآذان تقول لزميلك يالا علشان ناخد ثواب الجماعه إعرف منافق وبوشين.

§  أول ما تلاقي نفسك بتقول على اللي بيشربوا خمرة كفار علشان بيعملوا الحرام وتيجي ضاربلك سيجارتين حشيش وشاقط مومس اعرف انك منافق فورا.


§  لما ترد على سلام عليكم وماتردش على مساء الخير أعرف انك عنصري فورا.

§  لما تتريق على طقوس المسيحيين واليهود والبهائيين والبوذيين وتعمل مظاهرات لما حد يتريق على طقوسك اعرف انك عنصري وطائفي فورا.


§  أول ما تقول أن الشهادة لغير  الله هى مش شهادة من غير ماتفكر أزاى ترجع حق اللى مات أعرف على طول أنك جبان و منافق فورا.

§   لما تعمل نفسك وطنى و تقول الله يخرب بيت الثورة أعرف على طول أنك عبد و كانت عجباك عيشة العبودية.


§  لما تلاقي نفسك بتعتبر ديانات ومذاهب غيرك كفر وضلال وتزعل أوي لما حد يقول على ديانتك ومذهبك كده إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.

§  لما تنتقد ديانات غيرك وتسخر منها علشان مش سماوية وشايف إنها خرافية وتزعل لو حد قال على دينك كده إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.


§  لما تقول على كتب الديانات الأخرى محرفه ومن صنع البشر ومليانه تخاريف وتزعل لو حد قال كده على كتاب دينك إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.

§  أول ما تلاقي نفسك بتتجوز علشان تجيب واحده تخدمك وتخلفلك عيال ويبقى حلال معاها الجنس اعرف انك عنصري فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك بتطالب بحرية ممارستك لدينك وسط أغلبية مش من دينك وفي نفس الوقت بتطالب بقتل الملحدين اعرف انك عنصري وطائفي فورا.

§  لما تلاقي نفسك بتسخر من معجزات الديانات الأخرى وفي نفس الوقت بتهاجم أي حد بيقول على معجزات دينك خرافات اعرف انك عنصري فورا.


§  أول ما تلاقي نفسك بترفض 99.9999% من الأديان و تختار واحد بس ويبقي نفسك تقتل اللي رفض 100% منهم اعرف انك طائفي فورا.

§  لما تلاقي نفسك بتسخر من زي الرهبان المسيحيين والحاخامات اليهود وبتزعل لما حد يسخر من الجبه والقفطان اعرف انك طائفي وعنصري فورا.


§  لما تلاقي نفسك بتسخر من فتاوى الأديان الأخرى وبتزعل لما حد يسخر من فتاوى دينك إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.

§  لما تلاقي نفسك ماسك سبحه وسواك وبتقرا قرآن وبتضايق من اللي يلبس صليب ويقرا الإنجيل مثلا إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.


§  لما تلاقي نفسك بتقول على السُمر بوابين وعلى الآسيويين خدامين وعلى الأوروبيين مش رجاله وستاتهم مومسات إعرف إنك عنصري فورا.

§  لما تقول على واحد شكله فقير ولبسه مش ولابد إنه بلطجي أو سوابق من مظهره تبقى عنصري فورا.


§  لما تشوف بنت بتشرب شيشة وتعتبرها مش متربية وإنتا في بقك لي الشيشة بتاعتك تبقى عنصري ومنافق فورا.

§  لما تقول إنك هاتسمح للآخرين بممارسة شعائر دينهم إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.


§  لما تلاقي نفسك بتحرم على أختك ولا مراتك ولا بنتك انها تخرج لوحدها وانتا بترجع كل يوم الفجر وبتبات بره إعرف إنك عنصري ومنافق فورا.

§  لما تتريق على ان الهنود أغبيا أو السمر بدائيين أو الأوروبيين باردين وتزعل لو حد اتريق عليك وقال انك عربي بدوي اعرف انك عنصري فورا.


§  لما تقول للصغير يحترم الكبير وفي نفس الوقت تأيد إن الكبير يضرب الصغير علشان يتربى اعرف انك عنصري وهمجي فورا.

§  لما تلاقي نفسك بتعاكس أي أنثى في الشارع وتتحمأ أوي لو حد عاكس بنتك أو مراتك أو أختك إعرف إنك منافق وبوشين فورا.


§  لما تقول إن فلان مسيحي بس كويس أو علانه ست بس شايفه شغلها وبتفهم إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.

§  لما تعامل الأطفال بمنتهى العنف بحجة انهم لازم يتربوا وفي نفس الوقت بتعاقبهم على إنطوائهم الزايد أو شقاوتهم الزايدة تبقى همجي فورا.


§  لما تتجوزي راجل علشان تجيبي منه عيل وعلشان يصرف عليكي ويبقى ضل راجل ولا ضل حيطه تبقى عنصرية ضد نفسك.

§  لما ترضي تفضلي دايما في المرتبة التانية وماعندكيش شخصية ولا راي وإستقلال مادي وموافقه إنك تبقي تابعه اعرفي انك عنصرية ضد نفسك.


§  لما ترضوا يتقال عليكم ماتنفعوش للرئاسة علشان الدين والجنس وتسكتوا على حقوقكم الدستورية والإنسانية إعرفوا إنكم عنصريين ضد نفسكم.

§  لما تقول إنك عمرك ما قرفت من أكل جارك المسيحي إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.


§  لما تعمم صفه أو صفات على أتباع دين أو شعب أو عرق أو جنس إعرف إنك طائفي وعنصري فورا.

§  لما تحكم على إنسان إنه مش شخصية كويسه من لبسه أو طريقة كلامه أو مستواه المادي والإجتماعي إعرف إنك عنصري وطبقي فورا.


§  لما تقول لحد (أترضاه لأختك؟) إعرف إنك عنصري فورا.

§  لما تتفاخر إن كلمتك في البيت ماشيه وإن مراتك مش بتقدر ترفع عينها في عينك إعرف إنك عنصري وهمجي فورا.


§  لما تفرض على مراتك تتحجب أو تتنقب وفي نفس الوقت تلبس إنتا أحدث موضة وتتشيك وتصرف على مظهرك بذمه إعرف إنك عنصري فورا.

§  لما تتعمد تتكلم عن إن أتباع دينك ومذهبك هايدخلوا الجنه والباقي لأ قدام حد مش من نفس دينك أو مذهبك إعرف إنك عنصري وطائفي فورا.


§  لما تفتخر بأصلك وفصلك إللي مالكش يد فيه وتحتقر إللي أقل منك إعرف إنك عنصري وطبقي فورا.

§  لما تفترض ان سمر البشرة ما ينفعوش يبقوا طيارين أو علماء أو دكاترة لأنك بتعتبرهم أقل من البيض إعرف إنك عنصري فورا.


§  لما تفترض إن البنت ماينفعش تبقى في كفاءة الراجل أو ماينفعش تشتغل في وظائف معينه بيشتغلها الراجل إعرف إنك عنصري فورا.

§  لما يكون ردك (علشان انا راجل ومش عيب أعمل كذا) إعرف إنك عنصري فورا.


§  بصفة عامه لما تحب اى انسان علشان سبب غير ان هو انسان اتاكد واعرف انك عنصرى فورا.

الأحد، ٢٩ يناير ٢٠١٢

ملخص تاريخ الخزي والعار الإخواني

قبل الثورة عمرهم ما هتفوا بسقوط مبارك...عمرهم ما نظموا إضراب عمالي...كانوا بيعتقلوا زيهم زي غيرهم...ودايما كانت مواقفهم السياسية براجماتية ونفعية.

بعد الثورة تاريخهم المخزي حافل بالمواقف الغير وطنية والغير ثورية والمليئة بالإنتهازية والقذارة والخروج على الإجماع الثوري.
رفضوا ينزلوا يوم 25 يناير...رفضوا يتضامنوا مع اللي نزلوا وعملوا طرش وعمي وخرس...نطوا على موقعة الجمل ونسبوها لنفسهم بالتزوير والبراجماتية .

اول ناس قعدوا مع عمر سليمان...اول ناس طالبوا بالإصلاح والتهدئه...طلبوا مننا نخلي الميدان وندي مبارك فرصه لسبتمبر طبقا لاتفاقهم مع سليمان.

فضلوا يضغطوا على الثوار لحد ما الميدان اجبرهم ينصاعوا...احتفلوا معانا ب11 فبراير وايديهم ملطخه بالسلام على عمر سليمان...وكانوا موافقين على شفيق.

هاجموا وجود بعض المعتصمين بعد التنحي...هاجموا ظباط 8 ابريل وخونوهم وارشدوا عنهم بواسطة كلبهم صفوت حجازي.

ساندوا وساعدوا ووقفوا جنب شرف ووزراته لآخر نفس رغم مساوئه الرهيبة...طنشوا على مجزرة ماسبيرو كانها لم تكن ونسيوا يتضامنوا.

سابوا اهالي الثوار يوم 18 نوفمبر لحد ما اتطحنوا لوحدهم السبت 19 نوفمبر...رفضوا ينزلوا مجازر محمد محمود وقالوا على الشباب الثوار طرف تالت وبلطجية.

وقفوا ضد اغلب الاعتصامات وعمرهم ما هتفوا بيسقط حكم العسكر...وافقوا على قانون تجريم الاعتصامات ووقفوا ضد الاضرابات العمالية.

سابوا شباب مجلس الوزرا يتدبحوا في سبيل البرلمان وماتضامنوش مع الضحايا واولهم ست البنات وغيرها...وقفوا ضد الثوار وبرروا جرايم العسكر.

خالفوا كل الثوار والمتضامنين معاهم في ذكرى 25 يناير واصروا على الاحتفال ورفضوا الهتاف بسقوط حكم العسكر وبعتوا برقية شكر وتهنئة لسفاحين المجلس.

من اوائل الناس اللي هتفوا الجيش والشعب ايد واحده...ماعملوش مره واحده مسيرة تضامنية مع اللي بيتحاكموا عسكريا...خونوا رفاق الثورة.

خالفوا كل القوانين في الانتخابات في سبيل الكراسي...قطعوا وعود عن المشاركة لا المغالبه ونقضوها كلها بالكدب والتلفيق والتزوير.

اعلامهم من اول رصد مرورا بقناة 25 مصر وحتى جريدتهم اعلام كاذب وملفق وغير حيادي وبيتبنى نفس الخطاب الحكومي العسكري.

ماعملوش ولا حركة واحده مساندة لحقوق العمال والفلاحين واللي بيتحاكموا عسكريا...مانزلوش التحرير الا علشان مصلحتهم حتى لو ضد الثورة.

دعموا الإستفتاء علشان مصلحتهم وحولوه لإستفتاء على الدين وفي الآخر كان خراب على مصر والثورة...خونوا كل اللي وقف ضد الاستفتاء.

تفننوا في إطلاق التصريحات المستفزة والعدوانية والعنصرية والطائفية...تحالفوا مع السلفيين في الاول لحد ما وصلوا للإنتخابات وقلبوا عليهم.

اقصوا شبابهم لما وقفوا مع الثورة والثوار وطردوهم من جماعتهم...طردوا اي حد من الجماعه ينضم لحزب غير حزبهم...اجبروا الشباب الشريف ينسلخوا منهم.

خطابهم بيخلط السياسة بالدين لصالح مكاسب سياسية...مرشدهم كان موافق على رئيس ماليزي مسلم ومش موافق على رئيس مصري مسيحي.

مرشدهم كان بيتمنى يقابل مبارك وكان موافق على جمال مبارك...اشتركوا في مسرحية انتخابات 2005 في سبيل 88 كرسي...كانوا موافقين على وجودهم كفزاعه.

ماعندهمش مشكلة ان المجلس العسكري ما يتحاسبش على جرايمه...رفضوا وصف الخروج الآمن لأنه إدانة للعسكر وكانوا عايزين يكرموهم.

اول ناس حولوا الميدان لمقلب زبالة يوم جمعة قندهار...اول ناس حولوا الميدان للدعاية الانتخابية البرلمانية...اول ناس حولوا الميدان للطائفية بهتافاتهم.

تحالفوا مع الملك فارق ومع محمد نجيب ومع عبد الناصر ومع السادات ومع مبارك...باعوا الوطن في سبيل مكاسب سياسية واقتصادية.

وقت عبد الناصر رفعوا شعارات الإشتراكية...وقت السادات نطوا على الإنفتاح وتحالفوا مع راس المال الإنتهازي...مع مبارك احترفوا غسيل الاموال والنصب.

تاريخهم دايما مليان تحالفات مع السلطة وتربيطات تحت الترابيزة وصفقات مشبوهة...ونفع واستنفع وعمرهم ما اخدوا مواقف وطنية الا لمسايرة الموجه.

استغلوا جهل الناس وفقرهم ومرضهم وذلوهم بلقمة العيش...كانوا بيحفظوهم قران وعمرهم ما عملوا محو امية لان لو الناس فهمت هاتكرههم.

خرجت من تحت عبائتهم كل الحركات الاسلامية الارهابية المتطرفة من اول الجماعات الجهادية في السبعينات مرورا بالقاعدة وفروعها لحد دلوقتي.

اول ناس باعوا اللي دافعوا عنهم لما خونوا اليسار والاشتراكيين الثوريين اللي وقفوا مع قياداتهم لما اتحاكموا عسكريا...النداله جزء من سياستهم.

عمرهم ما نزلوا الشارع بمظاهرات ضد الحاكم ايا كان...عمرهم ما واجهوا الرصاص بصفتهم الاخوانجية لكن كانوا فنانين في اطلاقه.

اللي بينشقوا عنهم دايما كانوا بيحكوا عن انانيتهم وانتهازيتهم ومواقفهم المخزية وانعدام وطنيتهم واستعدادهم لبيع الوطن في مقابل الدين.

لما عملوا حزب سياسي كانت ممارسته اكثر ديكاتورية من النظام السابق...قياداتهم ماعندهمش مشكلة يبيعوا شبابهم في سبيل مكسب سياسي حزبي.

قيادتهم خونوا اي حد يقعد مع مسئول او حتى ممثل لجهة اجنبية...وهما كانوا اول ناس جريوا يقعدوا مع الامريكان والاوروبيين.

اول ناس باعوا الثورة والميدان لما نزلوا الانتخابات البرلمانية بكل تقلهم وخالفوا قوانينها وزوروها علشان ينقلوا الشرعية من الثوار للبرلمان.

ارهبوا المصريين بالدين...اجبروا البنات يتحجبوا بالمضايقات والمعاكسات والشتايم في الشارع...خونوا العلمانيين وكفروا الشيوعيين وارهبوا المفكرين.

حولوا المراه لعورة...اجبروا البنات يتكسفوا من انوثتهم...طلعت فتاوي عدم الاختلاط وتحريم العمل للستات ونشروا النقاب والزي الباكستاني.

وقفوا بالمرصاد للفن والادب والشعر...خطابهم في اي برلمان كان بخصوص مشهد في فيلم ولا مقطع من اغنية ولا صفحة من كتاب...كارهين للفن والحياة.

قتلوا فرج فوده بفكرهم قبل رصاصهم...حاولوا يقتلوا نجيب محفوظ,هددوا مبدعين ومفكرين...قوموا الناس البسيطة على الادباء والفنانين بحجة انهم كفرة.

قالوا الدين قبل الوطن...قالوا الاجنبي المسلم فوق المصري الغير مسلم...كفروا غير المسلم السني,نسيوا ان الدين لله والوطن للجميع وافتكروا مصلحتهم.

قالوا عايزين فن مؤدب يراعي العادات والتقاليد والدين ونسيوا ان الفنون جنون وان الفنان مالوش كاتالوج وان عبقرية الفن في عشوائيته وانطلاقه.

قياداتهم مليونيرات ومليارديرات...مقرهم الرئيسي ب19مليون جنيه في دولة 80%من سكانها فقرا...مصادر اموالهم غير معروفه ورافضين تتراقب.

وظيفتهم في عهد مبارك كانت انهم يوجهوا الناس لقضايا فرعية تافهه اغلبها متعلق بشكليات الدين والتقاليد علشان يبعدوهم عن مصايب نظام مبارك.

يوم ما فكروا يعملوا حزب سياسي سرقوا الإسم من حركة شباب من أجل العدالة والحرية (العدالة والحرية) اللي انا عضو فيها وكلمناهم ورفضوا يتنازلوا.

الأربعاء، ٣٠ نوفمبر ٢٠١١

التحالف الذي سينهي الثورات العربية

قامت الثورات العربية بعد عقود طويلة من القهر والظلم والديكتاتورية والإستبداد, قامت لتحقيق مطالب أساسية يمكن إختصارها في حرية كرامة عدالة إجتماعية, ولكن يخطأ من يظن أن تلك الثورات قامت فقط ضد أنظمة الحكم الإستبدادية التي ظلت سنوات طوال تستنزف ثروات الشعوب وتستعبدها بالتعاون مع القوتين العظميتين في البداية ثم مع الولايات المتحدة عندما إنفردت بحكم العالم, الثورات العربية الآن وتحديداً الثورة المصرية تحارب وبشراسة نظام عالمي كامل قائم على تحييد الدول العربية سياسيا وإقتصاديا ومنعها من تحقيق ديموقراطية كامله فيها تساعدها على النهوض من سبات عميق قد يهدد مصالحها في المنطقة, ومع نجاح الثورة المصرية بسقوط الرئيس مبارك وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحه الحكم بصورة مؤقته خُيل للكثيرين أن زمن الديكتاتورية إنتهى, ولكن للأسف, بعد مرور شهور على خلع مبارك من الحكم تبين أن اللعبه أكبر بكثير من مبارك وعصابته فقط....

الآن نرى بوضوح مخطط يتم تنفيذه بدأب وصبر وإصرار بالتعاون بين الأنظمه العربية التي قامت بها الثورات والولايات المتحدة الأمريكية لإحتواء مفاجأة الموجة الثورية والتعامل معها بما يضمن الخروج بأقل الخسائر وإستمرار الوضع كما هو عليه بعد تغييرات طفيفة لا تؤثر على المصالح المشتركة بين جذور تلك الأنظمه وأمريكا, وسأستعرض في نقاط سريعة رؤية عامه لما يدور وتحليل سياسي بالتوازي يوضح ما تم تخطيطه ويتم تنفيذه الآن:

1- كان أمام أمريكا طريقين لا ثالث لهما لإخماد فتيل الثورات العربية التي إنتشرت كالنار في الهشيم من تونس لمصر لليبيا لليمن لسوريا للبحرين, وكانت تنذر بمزيد من الإمتداد للجزائر والمغرب والسعودية والأردن وحتى إيران, كان أمام الولايات المتحده إما تقوية الأنظمه المستبدة والوقوف بجانبها حتى تقضي تماما على الحركات الثورية بكافة الأشكال وحسب ظروف كل دوله, وإما أن تنتظر للنهاية حتى ترى مسار الأحداث ثم تتعامل مع الوضع الجديد بما يخدم مصالحها, الخيار الأول لم يكن ذكيا ولا إستراتيجيا لأنه قد يجر المنطقة لبحور دم بلا نهاية وكان الغضب وقتها سينفجر في الولايات المتحدة لأنها ستعتبر شريكة بشكل أساسي في المذابح وسيزيد من ترسيخ فكرة أنها تدعم الديكتاتوريات وتقف حجر عثرة في طريق الحريات والديموقراطية, أما الخيار الثاني فكان أكثر مرونة وخبث وذكاء على المدى القريب والبعيد أيضاً, إختارت أمريكا الخيار الثاني ووجدت من يعاونها على تنفيذه ايضاً لأن المصالح مشتبكه بما فيه الكفاية لتعدد أطراف الصراع ووحدة الهدف الذي هو القضاء تماما على الثورات التي قد تهدد العرش الأمريكي بدون أدنى مبالغه.

2- لتنفيذ الخيار الثاني لابد أن نلقي نظرة سريعه على تركيا وتجربتها مع وصول حكومة ذات طابع إسلامي لحكم دولة معروفه بتوجهاتها العلمانية الصِرفه, تركيا هي النموذج المنشود تنفيذه في الدول العربية التي إقتلعت أنظمتها الديكتاورية وتستعد لبناء أنظمه جديدة من المفترض أن تستمر لفترة ليست بالقصيرة, تركيا دولة محورية وإستراتيجية في منطقتها ولها دور سياسي بارز لا يمكن إنكاره, لذا تهتم أمريكا دوما بضمان حياديتها ووسطيتها السياسية وتعاونها الدائم خدمة لإسرائيل أيضاً, فماذا فعلت أمريكا عندما حصل حزب أردوغان الإسلامي على الأغلبية التي مكنته من تشكيل حكومة وبدء نظام جديد في تركيا ذا طابع إسلامي لأول مره منذ سقوط الخلافة الإسلامية؟ سارعت أمريكا بعقد الإتفاقيات والصفقات وترتيب البيت التركي من جديد ليتناسب مع المصالح الأمريكية الإسرائيلية في المنطقه, مساعدات إقتصادية وإنفتاح على العالم ووساطه للقبول بالإتحاد الأوروبي, ومن جهة أردوغان فقد ساعد أمريكا في حرب العراق بالموافقة الضمنية والقواعد العسكرية وتغاضى كثيراً عن الجرائم الإسرائيلية وحاصر نوعا ما حزب الله في لبنان, على الجانب الآخر لم يتطرف الحزب الإسلامي في تدينه وحافظ على الطابع العلماني للدولة ولم يسمح بنشوء أي حركات إسلامية متطرفه قد تعادي أمريكا مستقبلاً, وكانت كلمة السر لإستمراره ونجاحه دوماً الإقتصاد مع قليل من الحنكة السياسية, وهنا وصلت أمريكا لمعادلة مفادها أنك إذا دعمت نظاماً إسلامياً بالإقتصاد والمصالح السياسية المشتركة الضامنه لإستمراره سيدعمك هو الآخر بتحجيم الحركات الإسلامية المتطرفه وتغييب الشعوب بالمشروع الإسلامي والتغاضي عن إستنزاف ثروات الدولة مقابل تبادل المنافع.

3- والآن نأتي للجزء الأكثر أهمية, ربط الأحداث بين الثورات العربية والتجربة التركية وكيفية إخماد الثورات بهدوء وحنكه, ولنلقي نظرة سريعه على المنطقه كي تتضح الصورة, تونس فاز فيها حزب إسلامي بالأغلبية في الجمعية التي ستشكل الدستور, المغرب فاز فيها حزب إسلامي بالأغلبية البرلمانية وبدأ بتشكيل حكومة إسلامية الطابع لأول مره, ليبيا يسيطر عليها الإسلاميون المعتدلون حتى الآن, ولنأتي للجائزة الكبرى, مصر, تدور في مصر الآن الإنتخابات البرلمانية التي تشي نتائجها الأولية بفوز التيار الإسلامي بالأغلبية, وهي ليست بالمفاجأة نظراً للتعاون الواضح والوثيق بين المجلس العسكري الحاكم والتيارات الإسلامية منذ سقوط مبارك, وظهر هذا التعاون في أبهى صوره من خلال التغاضي الكامل عن المخالفات الجسيمة التي إرتكبتها الأحزاب الإسلامية خلال أيام التصويت, ولكن لماذا يدعم المجلس العسكري تلك الأحزاب حتى تحوذ الأغلبية البرلمانية؟ ولماذا ساعدها من البداية على النشوء والظهور وكسب المعارك تلو الأخرى لترسيخ وجودها في الشارع المصري؟

4- تجربة الحكومة الإسلامية في تركيا كانت كلمة السر في تعامل الولايات المتحدة مع الثورات العربية خصوصا الثورة المصرية وذلك لتميز التيارات الإسلامية بعدة خصائص أهمها أنها يمينية الطابع ورأسمالية الإقتصاد ومحافظه وتستخدم الدين في تغييب الشعوب وتستخدم السياسة في تحقيق مصالحها بأكثر الطرق إنتهازية وبراجماتية, كل تلك الخصائص جعلتها قابلة لتولي الحكم (جزئياً) في مصر والبلاد العربية الأخرى حتى تأخذ الشرعية الكافية التي تمكنها من نقل البلاد من الحاله الثورية للحاله الديموقراطية الشكلية مع إستمرار تعاونها البراجماتي في تبادل المصالح, ستسخدم تلك الحكومات الدين لتكفير معارضيها دون عنف, وستستخدم الرأسمالية في إستنزاف الثروات بالتبادل مع أمريكا لإنتهازيتها الشديدة ونهمها للمال والسلطه, وستسيطر على قطاعات واسعه من الشعوب ترى فيها الأمل الديني لإنقاذها من جحيم الدنيا وتسهيل دخولها الجنة الأخروية, وهكذا ضمنت الولايات المتحدة إخماد الحاله الثورية التي كان من الممكن أن تهدد عرشها في المنطقة العربية من ناحية, ومن ناحية أخرى ضمنت عدم ظهور تيارات إسلامية متطرفه قد تزعجها مستقبلاً, كذلك ضمنت مصالحها الإقتصادية من خلال منظومات يمينية رأسمالية ومصالحها السياسية والإستراتيجية من خلال إستغلال شراهة التيارات الإسلامية الدائم للسلطه والسيطرة على الشعوب.

الثورات العربية لا تصارع أنظمتها فقط, الثورات العربية تواجه نظام عالمي كامل معقد لن يرضى أبداً بسيطرة الشعوب على مقدراتها, الكفاح والنضال من أجل الديموقراطية الحقه والإستقلال بدأ ولم ينتهي, وإزداد العدو واحداً بإضافة التيارات الإسلامية المتعاونه مع الأنظمه الديكتاتورية التي قامت عليها الثورات والولايات المتحدة, ولا ننسى تصريح هيلاري كلينتون وزيرة الخاريجة الأمريكية التي قالت أنها مستعده للتعاون مع الإخوان المسلمين في حال توليهم الحكم, وهي الإشارة التي نفهم منها بدء تنفيذ المخطط, ولكن يبقى الأمل في الشعوب التي بإستطاعتها القضاء على أعدائها بإستمرار النضال من أجل الحرية والعدالة والكرامه لآخر قطرة دم.


المقال على موقع الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=285553

الخميس، ٦ أكتوبر ٢٠١١

V For Vendetta والثورة المصرية

الآتي عبارة عن إقتباسات وملحوظات من فيلم في فور فينديتا ومقارنتها بحالة الثورة المصرية:

*لو عايز تعمل ثورة حقيقية وتسقط نظام من جذوره لازم تغتال او تعدم رموزه واعمدته.

*اول رمز لازم ينتهي تماما هو مسئول الاعلام، لان ده لوحده ممكن يجهض ثورة كامله.

*وزير الداخلية اهم واصعب من رئيس الجمهورية في الدول البوليسية، والقضاء عليه محتاج تخطيط على اعلى مستوى.

*لو ضمنت ولاء جزء من الداخلية هايساعدوك مساعدة لا تقدر بثمن في التعجيل بسقوط النظام.

*الخوف من الموت ما يعملش ثورة، كمان الخوف من القتل ما يعملش ثورة.

*الاعلام الثوري اساس لنجاح اي ثورة، خصوصا لو استخدمت سلاح السخرية من النظام اللي بتثور عليه مع التدعيم بحقائق وادله.

*الثوري لا يستخدم الاعلام للدعاية لشخصه ولكنه بيستخدمه للدعاية لافكاره الثورية، الشخصنه تسخف من الروح الثورية.

*وجود رمز وشعار للثورة يجذرها ويصنع منها فكرة سهل تداولها ويعطي احساس بالانتماء مطلوب لاستمرار الكفاح وتوهج روح النضال الثوري.

*من اكثر وسائل التحريض الثوري هي القيام بعمليات بالغة الخطورة والشجاعه لتحفيز الجماهير على تقليدها بعد سنوات من القمع والقهر.

*لازم دايما نبقى سابقين المخابرات في التصعيد بخطوة، لو المخابرات سبقت الثوار بخطوة هاينجحوا في قمع الثورة.

*من اهم وسائل التاثير على الجماهير هي تغيير لغة الخطاب الموجه ليهم، ده بيلفت انتباههم ويجذب نظرهم وبيبعدهم عن خطاب السلطة.

*استخدام العنف مع السلطة الديكتاتورية مش تهمه ولا ذنب، العنف ضروري لان في طرف بيستخدمه بقوة ويملك الامكانيات اللي تضمن استمراريته.

*ازالة كل ما يرمز للنظام السابق من مباني او تماثيل او صور قبل او اثناء او بعد الثورة ضرورة قصوى لمحو النظام من الذاكرة.

*كسر هيبة الدولة البوليسية والسخرية من اقوى واعنف رموزها اداه مهمه لتشجيع الجماهير وتجراهم على كسر حاجز الخوف والرعب.

*ذيول النظام وفلوله لازم يتم التعامل معها بمنتهى الشدة والعنف واستئصالها من جذورها الا هاتعمل المستحيل علشان تبني النظام من جديد.

الثلاثاء، ٢٤ مايو ٢٠١١

شهادة وبيان من ثائر مُحبط

كنا في شارع شهاب بحي المهندسين يوم 28 يناير الساعه التاسعه مساءاً عندما شاهدنا أرتال المدرعات والدبابات تخترق ميدان التحرير لتأمينه بعد إنسحاب الشرطة أمام الثوار على شاشات التليفزيونات, إنتابتنا فرحه عارمة, هاهو جيشنا العظيم حامي الحمى قد إستولى على الشارع من جهاز الشرطة الكريه لحمايتنا وحماية ثورتنا, هرولنا مسرعين لميدان التحرير للمشاركة في مراسم الترحيب بنزول الجيش وإستقباله إستقبال الفاتحين, وليتنا ما فعلنا!



أول مشهد رأيته كان عربة جيب تابعه للقوات المسلحه محترقة تماماً, بإستكمال التجول مذهولاً في الميدان رأيت المشهد الثاني, الشباب الثائرين متكومين فوق مدرعة, الجنود يصرخون بإستجداء أن لا ذنب لهم وأنهم فقط ينفذون الأوامر, أراهم عرايا إلا مما يستر عوراتهم, ملابسهم العسكرية وخوذاتهم موزعه على الشباب, أسأل عن أسباب ما يحدث لأفراد ومعدات جيشنا فتأتيني الإجابه الصادمه

(يا عم دول كانوا بيوصلوا ذخيرة للشرطة, رصاص مطاطي وحي وقنابل مسيلة للدموع, دول عالم عايزين الحرق)



أقف مذهولاً من هول الصدمه, أتلفت اليمين واليسار بحثاً عن منقذ ينقذنا ممن أتوا لإنقاذنا فلا أجد غيرنا, أرى عربة إسعاف تجري مسرعه وسط حشود الثوار فيستقبلوها بالحجارة, أسألهم عن السبب فتكون الإجابه أنها الطريقة الجديدة التي يستخدمها الجيش لتوصيل الذخيرة للشرطة, ينجحون في إيقاف السيارة ويكشفون عن صناديق الذخيرة في مشهد يذكرك بأسوأ عصور الإحتلال, يستمر العبث في الميدان ليتحول المشهد لكوميديا سوداء, شباب يستولون على مدرعتين وآخرون يستولون على سيارات مطافىء لنجدة المتحف المصري من حريق يكاد يأتي عليه بينما أفراد الجيش يتابعون دون إكتراث, يمر اليوم بعد إحباط ما بعده إحباط مع قليل من طلقات الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع في حرب شوارع وسط, الجيش موجود لكن لازالت الشرطة تضرب تحت سمعه وبصره, فأين جيشنا العظيم حامي الثورة مما يحدث؟ كانت الإجابات مطمئنه حتى تستمر جسور الثقة بيننا وبينه, لكن ما حدث بعد يوم 28 يناير كان يؤكد ويبرز الإجابة الوحيدة الصحيحه, الجيش نزل ليحمي نفسه أولاً, ثم رجال النظام المنهار, ثم لتحويل الثورة لمجرد إنتفاضة بلا أنياب. رأينا يوم موقعة الجمل 2 فبراير كيف فتحت الدبابات الطريق للبلطجية من جهة ميدان عبد المنعم رياض ثم يقف أفرادها يتابعون المجزرة تحدث دون تدخل, والحجه أنه لم تتوجه لهم الأوامر بالتعامل! سمعنا تلك الحجه أكثر من مره فيما بعد, وتتالت مشاهد الخزي والعار بدءاً من إعتقال الثوار في التاسع من مارس وتعذيبهم في المتحف المصري بكل بشاعة وسبهم بذويهم وسب الثورة ومن قاموا بها, ورأينا معسكر س 28 وهو يتحول لسلخانة عسكرية تطحن فيه عظام الثوار وكرامتهم من أجل من قالوا أنهم يحمونهم, كشوف عذرية مهينة ومخزية للفتيات الثائرات, إجراءات عسكرية صارمه ضد الثوار وتهاون تجاه لصوص النظام سواء بالتأخير في القبض عليهم أو التأخير في محاكمتهم, مايكل نبيل يحاكم عن مقال كتبه ضد ممارسات الجيش فيحكم عليه بثلاث سنوات في إسبوعين ليس إلا, أما من قمنا بالثورة عليهم فينعمون بمحاكمات بطيئة توحي بإنعدام العداله, وتستمر الإعتقالات وشهادات التعذيب وإهانة الثورة والثوار يومي 1 و 9 إبريل, ينكشف الوجه الإعلامي الحقيقي للمجلس العسكري الذي لم يختلف كثيراً عن نظام مبارك, تستمر الأكاذيب والشائعات بغرض تجييش الشعب البسيط ضد الثورة بالحديث عن الإنهيار الإقتصادي والأمني, تنفجر الفتنة الطائفية بتواطىء واضح من قيادات المجلس العسكري, وتستمر الإفراجات عن إرهابيين بل والترحيب بهم بحفاوة, يتحدث المجلس العسكري عن أنه لم يعتقل ثائر واحد في بيان ثم يقول أنه سيحاكم كل المعتقلين من الثوار لديه محاكمات مدنية عادله في بيان آخر, ومن سقطه لأخرى ينكشف القناع وتنجلي الحقيقة ليستفيق الثائرون من جديد ويقرروا النزول للميدان لإنقاذ ثورتهم التي قامت بدماء أصدقائهم وجيرانهم وذويهم, تأتي الدعوات بالنزول يوم 27 مايو لنبدأ المشوار من جديد, مشوار إسترداد مصر من أيدي مجلس إعتقدنا أنه جاء لإنقاذنا من الثورة المضادة فإتضح لنا أنه هو نفسه الراعي الرسمي للثورة المضادة.



أعضاء المجلس العسكري الموقرين, نعلم أن فسادكم هو إمتداد طبيعي لفساد عم كل بر مصر بل وبحرها وجوها, نعلم أنكم كنتم من ضمن منظومة فاسدة لم يكن لكم يد فيها, نلومكم لأنكم لم تثوروا على الظلم والفساد, ولم تفكروا ولو للحظه في مصلحة وطنكم بعد الثورة, الآن وبعد تمام تجلي الحقائق أمام أعيننا نعدكم بمعاملة لن تفرقوها كثيراً عن معاملتنا لمبارك ونظامه خلال 18 يوماً من الثورة, نعدكم بأن نقدم أرواحنا مره أخرى فداءاً لمصر طالما أنها تحتاج لمزيد من دمائنا, أمامكم طريقين لا ثالث لهما, إما الإنحياز للثورة ومطالبها وأهدافها وتحقيقها دون بطء أو مواربه او مناورة, وإما فلتستعدوا للموجة الثانية التي هي بالتأكيد لن ترحمكم كما لم ترحم الذين من قبلكم.